رفع أجور النقل يثقل كاهل المواطنين في طرطوس
تشرين – ثناء عليان:
عدلت تعرفة السرافيس العاملة على المازوت سعة / 9_14 / راكباً ضمن مدينة طرطوس لتصبح/ 400/ و /500/ ليرة بين مدينة طرطوس وضواحيها، أما الأجرة ما بين المدن والأرياف فحددت أجور النقل فيها بناء على المسافة، وفق محضر لجنة تحديد الأسعار المصدق بقرار المكتب التنفيذي لمجلس محافظة طرطوس .
وبغض النظر عن الحكمة من هذه التعديلات لا بدّ من الأخذ بالحسبان أن راتب الموظف لم يعد كافياً لدفع أجرة نقله إلى مقر عمله من دون أي تكاليف أخرى وخاصة في حال كان من سكان الأرياف أو المناطق كبانياس والقدموس وصافيتا أو من كان عمله في مدينة طرطوس أو أي مدينة أخرى غير المدينة التي يسكن فيها. هذا بالنسبة لشريحة الموظفين وذوي الدخل المحدود, إضافة الى الطلبة وهم في الأغلب ليس لديهم دخل يعتمدون عليه في مصروفهم! ولا يخفى على أحد أن الطلبة والموظفين هم أغلبية مستخدمي وسائل النقل العامة لذلك فلا بدّ من مراعاة هذه الحقيقة عند اتخاذ مثل هذه القرارات نظراً لما قد تحدثه من خلل وربما شلل في كثير من القطاعات الأخرى.
وعن تأييد رفع أجور النقل التقت (تشرين) بعض المواطنين، حيث أكد خضر ع طالب معهد وهو من سكان مدينة طرطوس يدرس معهد نفطي في مدينة بانياس أن سائقي السرافيس على خط طرطوس بانياس رفعوا الأجرة من تلقاء أنفسهم من دون مسوغ وخاصة أن سعر المازوت لم يرتفع، وأضاف: اليوم تم صدور تعرفة رسمية وهي 1750 ليرة، وهذا زاد من أعباء المصاريف على والدي إذ أحتاج إلى 5500 ليرة يومياً للتنقل ما بين بانياس وطرطوس من ضمنها أجرة السرافيس التي أصبحت 500 ليرة بعد أن كانت 300 ليرة لكوني أسكن في وادي الشاطر، وحالي هذا حال الكثير من زملائي في المعهد.
وبينت السيدة لبنى خليل من ريف القدموس موظفة أنها تحتاج في كثير من الأحيان لثلاثة سرافيس لتصل إلى دوامها في طرطوس، لافتة إلى أن نصف راتبها كان يذهب أجرة تنقل قبل رفع تعرفة السرافيس، أما الآن على ما يبدو فسيذهب الراتب كله، وطالبت بزيادة الرواتب وخاصة بعد غلاء المعيشة والضائقة الاقتصادية الراهنة.
وأكد السائق نزار على خط طرطوس بانياس أن رفع التعرفة يتسبب دائماً بخلق مشاكل بينه وبين المواطنين وخاصة لجهة الكسور التي تتضمنها التسعيرة الجديدة مثل الـ/50/ ليرة وقال: إن الأجرة من طرطوس الى بانياس 1750 وهذا يضعنا بموقف محرج مع الراكب لعدم توفر فئة الخمسين لدى السائق أو الراكب.
وقال أحد السائقين على خط الرادار بطرطوس: لا مشكلة لدينا في بقاء الأجرة 300 ليرة شرط تخفيض أسعار قطع التبديل والغيار والإصلاح التي باتت أسعارها خيالية وخاصة في المنطقة الصناعية بطرطوس، وبرأيه أن التعرفة الجديدة لم تنصف أصحاب السرافيس وخاصة العاملين على الخطوط الطويلة مثل الرادار والمنطقة الصناعية ووادي الشاطر ورأس الشغري.
بدوره أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل آصف جودت حسن أن إقرار التسعيرة الجديدة تم خلال اجتماع المكتب التنفيذي بالمحافظة، بناء على الكلفة التشغيلية، وجاء ليتناسب مع التكلفة الفعلية التي يتحملها السائقون وفق الواقع الحالي من تكاليف قطع الغيار والزيوت المعدنية ونفقات الإصلاح والصيانة والرسوم وغيرها، وأكد حسن أن تعديل أجور النقل تقرر أيضاً بناء على الطلبات المقدمة من الهيئات الإدارية لمراكز الانطلاق في المحافظات والصادرة عن نقابة السائقين واتحاد العمال، لافتاً إلى أنه تم تعديل التعرفة الكيلو مترية لآليات النقل الجماعي بنسبة 83 بالمئة لتصبح 38 ليرة لكل كيلو متر للراكب. أما المدن والأرياف فقد تم تحديد أجور النقل فيها بناء على المسافة.