أبواب مستودعات استلام القمح أقفلت .. ١٩٣ ألف طن استلمت حماة من القمح وحاجتها اليومية ٦٠٠ طن لصناعة الرغيف
تشرين – محمد فرحة:
وأخيراً أُقفِلت أبواب مستودعات استلام القمح بالقفل والترباس، بعد أن تمّ تسويق ١٩٣ ألف طن لصالح فرع المؤسسة العامة للحبوب في حماة، يقابله العام الماضي ١٣٢ ألف طن، لكن ما تمّ استلامه من قِبل فرع إكثار حماة، وكان من الممكن أن تكون الكمية أكثر من ذلك لو أنجزنا خططاً زراعية أفضل.
فإذا كانت حاجتنا من القمح سنوياً لصناعة الرغيف تصل إلى2.2 طن، وأنّ إجمالي ما تمّ تسويقه هو ٧٠٠ ألف طن، من دون أن توضح المؤسسة العامة للحبوب ما إن كان هذا الرقم مضافاً إليه ما تمّ استلامه من قِبل “مؤسسة الإكثار”، فماذا يبقى لمؤسسة الإكثار ليشكل مدخراً للبذار العام القادم ليزرع من جديد، وما تمّ استلامه من قبل مؤسسة الحبوب سيصنع منه رغيف خبزنا اليومي..
ومن نافل القول والتذكير فقط نشير إلى أنّه في عام ١٩٩٣ بلغ إنتاجنا من الحبوب ٥ ملايين ونصف المليون طن، منها 3.7 ملايين طن من القمح ومليون من الشعير، والبقية من الحمص والعدس، فلو جمعنا اليوم إنتاج كل هذه المحاصيل لما أعطانا مليوني طن..
وبالعودة إلى ما قاله مدير حبوب حماة المهندس وليد جاكيش الذي أوضح بأنه كان يمكن زيادة الإنتاج أكثر من ذلك بكثير لو تم توافر المخصصات المطلوبة من الأسمدة للمزارعين والمحروقات لسقاية المحصول، كاشفاً بأنّ حاجة محافظة حماة من الدقيق لصناعة الرغيف يومياً هي ٦٠٠ طن، وقد تزيد قليلاً..
غير أن ما يقال ويردده البعض لو تمّ تسويق كامل ما تم إنتاجه من القمح هذا العام في محافظتي حلب والحسكة، لكان الإنتاج مضاعفاً، لكن تدني سعر الشراء بشكل لم يلقَ رضا المزارعين حال دون ذلك، في الوقت الذي سيتم شراء الحاجة من القمح لسد النقص بالقطع الأجنبي..
في هذه الأثناء تركز وزارة الزراعة ومنذ سنوات على زيادة الإنتاج من خلال زيادة المساحة عكس كل ما يجري في كل دول العالم، الذي يتم التركيز فيه على زيادة الإنتاج في وحدة المساحة، من خلال دعمها بما يلزمها من أسمدة..
بالمختصر المفيد: إنّ الإنتاج الذي يتم تحقيقه اليوم سببه عشق المزارعين للأرض، فهي مصدر عيشهم، ومع ذلك ها نحن نرى العديد من المحاصيل قد خرجت ولم تعد من صلب اهتمام المزارعين، مثل القطن والشوندر والشعير والتبغ وكل الخشية أن يلحق بهم القمح العام القادم..
فهل يعاد النظر بالسياسات الزراعية مصدر أمننا الغذائي وقوة قرارنا الاقتصادي قبل فوات الأوان هذا هو السؤال..؟