قلة الأمطار وانخفاض المخزون المائي وراء تراجع مساحات زراعة التبغ هذا العام
تشرين- سراب علي:
هموم بالجملة يحملها هذا العام كما العامين الماضيين لمزارعي التبغ في اللاذقية، والذين يعدون هذا المحصول مصدر رزق أساسياً لهم، وأكدّ عدد من المزارعين لـ”تشرين” أنّ قلة المياه أثرت في المحصول، ولم تسمح لهم بزيادة المساحة المزروعة هذا العام، بل كانت سبباً رئيساً في تقليصها، كما أن آخر تسعيرة وضعت غير منصفة، فهي لا تساوي نصف تكلفة الكيلو الواحد، ناهيك بعدم جودة الأسمدة الموجودة في الأسواق، حيث إنّ هناك أسمدة أكثر فعالية ولكنها أعلى سعراً وتفوق طاقتهم الشرائية، وهذا بدوره يؤثر في المحصول.
و أشار المزارعون الذين بدؤوا الآن بعملية قطف المحصول تمهيداً لتجفيفه وبيعه للمؤسسة إلى ضرورة تعديل أسعار التبغ لتتلاءم مع الأسعار الرائجة، وكذلك تأمين المياه الكافية للزراعة، كما أشار آخرون إلى أنّهم قلّصوا مساحة الزراعة هذا العام، و منهم مَن استبدل زراعة التبغ بزراعة أخرى..
تراجع الإقبال
بدوره، أكدّ مدير الزراعة والبحث العلمي في المؤسسة العامة للتبغ في اللاذقية المهندس أيمن قره فلاح لـ”تشرين” تراجع الإقبال على زراعة التبغ من قِبل المزارعين بشكل عام خلال العامين الماضيين، و هذا العام نتيجة الظروف الجوية (الجفاف)، وانخفاض معدل الأمطار الأمر الذي أدى إلى نقص في المخزون المائي، و بالتالي عدد الريات اللازمة لإنجاح زراعة كل صنف، وقلة مادة المازوت اللازمة للحراثة والري.
دعم مستمر
من جهة ثانية ، أشار قره فلاح إلى دعم المزارعين وتخفيف الأعباء عنهم، من حيث تأمين المؤسسة كميات من الأسمدة الذوابة والحبيبية كبديل للأسمدة المصرفية وبيعها للمزارعين بأسعار التكلفة و تسليفاً على المحصول، مع استمرار المؤسسة بتقديم (الأدوية -الأسمدة -المبيدات الحشرية والفطرية – و البلاستيك و الخيش للمساكب
و الخيطان و الثخينة والرفيعة اللازمة لشك المحصول)، تسليفاً على المحصول، وكذلك تقديم العبوة (الخيش) اللازمة للتوضيب مجاناً ، كما أكدّ حرص المؤسسة على تقديم البذار المعقمة والعالية النقاوة بأسعار رمزية، مع متابعة تأمين مادة المازوت المدعوم للمزارعين المرخصين لزراعة التبغ دعماً لهم لتأمين احتياجات إنجاز زراعة وإنتاج التبغ، مشيراً إلى توزيع قسم من المازوت للمزارعين المرخصين في محافظة اللاذقية، وتتم المتابعة حالياً جميع الجهات المعنية لتأمين الاحتياجات من مادة المازوت المدعوم، لبقية المناطق وحاجة كل صنف لتلك المادة.
تُعدّل نهاية كل موسم
وفيما يتعلق بأسعار التبغ و إمكانية زيادتها أوضح قره فلاح، أنّه في نهاية موسم كل شراء وقبل بداية الموسم الذي يليه، يتم تشكيل لجنة، بالإضافة للمعنيين في المؤسسة ممثلين عن اتحاد الفلاحين و وزارة الزراعة، وتتم مناقشة بنود تكلفة كل واحد كيلو غرام من كل صنف وبالتفصيل، مع ترك هامش ربح للمزارع، وترفع اللجنة اقتراحها إلى المدير العام و إلى مجلس الإدارة، ومن ثمّ ترفع إلى اللجنة الاقتصادية عن طريق وزارة الصناعة و يتم إقرار السعر المناسب.