عليكم سلام
يجمع السوريون على قدسية الجيش العربي السوري، ولا يوجد شخص يشاهد عسكرياً يرتدي زيه المموه إلا يشعر بأنه أحد معارفه أو فرد من أسرته، لأن خدمة الوطن تشمل الجميع، ولا توجد عائلة إلا يخدم أحد أبنائها على تخوم الوطن، كما أدركنا جميعاً أنه حامي الحمى ومصدر الطمأنينة للمجتمع بعدما حرر تراب الوطن باذلاً أقصى التضحيات في سبيل العزة ومكافحة الإرهاب والعمالة.
قصص كثيرة عشناها أو سمعناها عن روح الإيثار والتضحيات النبيلة التي قدمها شبابنا خلال سنوات الحرب على بلدنا.. والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، فكم من عسكري استرخص روحه وبذل دماءه لحماية المدنيين أو تغطية زملائه.
في معركة تحرير حلب خرج الإرهابيون كالجرذان من تحت الأرض في شارع النيل وحاصروا مجموعة من أبطالنا لعدة ساعات، بذل خلالها زملاؤهم جهوداً جبارة لإلهاء المرتزقة وضمان خروج عناصر المجموعة سالمين، وبعد استعمال عدة أساليب نجحوا في إخراجهم، لكن لدى وصولهم اكتشفوا أن أحدهم بقي عالقاً بسبب إصابته وعدم قدرته على مجاراة أقرانه أثناء عملية الإخلاء، ورغم خطورة الأمر بسبب انتشار القناصين وكثرة الأنفاق أصر المقاتل (أمير) على العودة لإحضار الجندي المصاب، فما كان من الجميع إلا أن خرجوا من خلف الدشم وبدؤوا باستهداف أوكار الإرهابيين، ليتسلل أمير تحت وابل من الرصاص وجرار الغاز، ويعود حاملاً زميل السلاح على ظهره غير آبه بالموت.
وفي الغوطة الشرقية، عندما هاجمت قطعان إرهابيي الناتو إدارة المركبات من كل الجهات ومن فوق الأرض وتحتها، ظناً منهم أن كثرة عددهم وأنفاقهم ستجعلهم يحققون هدفهم، تصدى لهم أبطال الجيش بلا تردد أو خوف، واستشهد عدد منهم، وبقيت جثامينهم في أماكن تمركزهم، لينتفض المقاتل (ظهير) طالباً من قائده تأمين التغطية لإحضار الجثامين، وليؤكد الجميع أنهم لن يتركوا الشهداء في أرض المعركة، لتتم عملية خطرة لا يمكن مشاهدتها إلا في الأفلام، لأن العدو كان يسيطر على بناء مرتفع، وهو مستعد لقنص أي شيء يتحرك تحته، وبالفعل تم إحضار الجثامين حملاً لمسافة 200 متر.
هاتان القصتان كنت شاهداً عليهما خلال خدمة العلم، إضافة إلى الكثير من ملاحم التضحية التي سمعناها، والتي أكدت أن الجيش العربي السوري عصي على الخوف، وجبار في وجه الغزاة ومرتزقتهم، لا يهمه نقص المعدات والأدوات أو كثرة الأعداء وحداثة أسلحتهم، ولا يمكن لجوع أو تعب أو دعاية إعلامية أن تجعله يتزحزح عن إيمانه بوطنه وشعبه وقائده، لأنه نتاج هذه الأرض المعطاء وخليفة لأبطال أذهلوا البشرية على مر العصور بنخوتهم وغيرتهم على وطنهم.
في عيد أقدس بني البشر نتقدم بالتهاني لجيشنا البطل متمنين النصر على الطامعين ببلدنا، وطالبين الرحمة لشهدائنا والشفاء لجرحانا.