«كثُرَ المتنبئون»
للأسف بعد حادثة الزلزال المفجعة، وما أثارته من رعب في نفوس الناس، أو تداعيات نفسية قد تحتاج إلى فترات طويلة للتغلب عليها، بات العديد من “المتفهمنين” والمتنبئين يسطّرون كلاماً من دون أي مسؤولية حول إمكانية حدوث زلزال في يوم ومكان محددين، ويحذّرون الناس منها، ما يثير بلبلة وخوفاً لدى الكثيرين، الذين لم يكن ينقصهم المزيد من الرعب والتوتر النفسي والعصبي بعد ما شاهدوه من آثار وتداعيات الزلزال السابق، فترى الناس يتداعون أو يناشدون بالكثير من الرعب إنشاء خيام وشوادر في الساحات العامة للجوء إليها أثناء حدوث أي هزة أو زلزال، أو قد يلجؤون إلى تمضية الليل في الشوارع خوفاً على أرواحهم وأرواح أفراد أسرهم، ومنهم من يقضي الليل مع عائلته في سيارته الخاصة إن كان يملكها .
ربما يغيب عن ذهن البعض أن التلاعب بـ” أعصاب” الناس من خلال منشور لا يحمل أي مصداقية، ولا يعتمد على أي مرجعية علمية، ربما يودي بحياة البعض نتيجة الخوف وشدة التوتر النفسي، أو ربما يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية والرّهاب التي تحتاج إلى وقت طويل ليبرأ الشخص منها ويعود إلى حياته الطبيعية، فترى الكثيرين يستسهلون القص واللصق في النشر بعيداً عن أي حسّ بالمسؤولية.. ما يطرح تساؤلات حول إمكانية إدراج مثل هذه المنشورات والأخبار التي تؤدي إلى البلبلة وإثارة الرعب بين الناس ضمن قائمة الجرائم الإلكترونية التي يجب المحاسبة عليها، لعلّ ذلك يكون رادعاً لأي شخص بعدم نشر أي محتوى أو منشور إلّا بعد التأكد من صحته، أو أن يدع ذلك لأهل الشأن الاختصاصيين بذلك رحمة بأحوال الناس الذين لم يعد ينقصهم المزيد من التوتر والرعب.