نار الحجاز.. حقيقة ظهورها بلغ حد التواتر
تشرين- رصد:
ظل علماء يتناقلون خبر نار الحجاز “لا تقوم الساعة حتى تَخرُج نار من أرض الحجاز تضيء أعناقَ الإبل ببُصرى”، وبصرى في بلاد الشام، ظل عبر السنين مؤمنين به على الرغم من غرابته، فمثل هذه الحادثة يصعب على العقل تخيلها، ويندر وقوعها. ولم يفهم جيدا حقيقة هذا الحديث إلا بعد قرون، وبالتحديد في عام 654هـ، حين تحققت النبوءة وظهرت النار، التي قال عنها المؤرخ شمس الدين الذهبي: “أمر هذه النار مُتواتِر… وقد حكى غير واحد ممن كان ببُصرى في الليل، ورأى أعناق الإبل في ضوئها”، وقال النووي: “تواتر العلم بخروج هذه النار عند جميع أهل الشام”، وذكر السمهودي أن ظهور النار اشتهر اشتهارا بلغ حد التواتر عند أهل الأخبار.
ومن الواضح من وصف المؤرخين للنار أنها في الأصل بركان، ويذكر علماء الجيولوجيا أن الحجاز تقع بالقرب من منطقة بركانية تسمى حرة رهط. وقد ثارت في هذه المنطقة عدة براكين في سنوات مختلفة.
وقدمت الدكتورة مها عبد الرحمن أحمد نتو بحثا عن هذه النار خلصت فيه إلى عدة نتائج منها كما تقول:
1. كشفت الدراسات الحديثة التي قام بها مجموعة من العلماء المتخصصين في دراسة الظواهر الأرضية أن هناك علاقة بين الزلازل والبراكين، وأنه يسبق ظهور البراكين حدوث الزلال وهو ما حدث في عام (654هـ) .
2. خروج نار من أرض الحجاز هي من العلامات التي وقعــت ولا زالت مستمرة.
3. هذه النار ليست هي النار التي تخرج في آخر الزمان، تحشر الناس إلى محشرهم.
4. تُشير الدراسات العلمية التي أجريت على منطقة الحجاز إلى أن الثورات البركانية التي كونت حرة رهط قد بدأت منذ عشر ملايين من السنين على الأقل، وأنها تميزت بتتابع عدد من الثورات البركانية التي تخللتها فترات من الهدوء النسبي، ونحن نحيا اليوم في ظل إحدى هذه الفترات الهادئة نسبيا.
5. بعد رسم خريطة الحرارة الأرضية في العالم تبين أن أعلى قدر من الحرارة الأرضية كانت تحت الحجاز وبخاصة تحت حرة خيبر.
6. تم تسجيل زلزالين كبيرين وقعا في حرة خيبر، أحدهما في سنة (460هـ/ 1057م)، والآخر في سنة (654هـ/ 1256م)، وقد سبقت الزلزال الأخير أصوات إنفجارات عالية، تلتها ثورة بركانية كبيرة، وصاحبتها هزات أرضية، وقد كونت هذه الثورة البركانية الأخيرة عددا من المخاريط البركانية، ودفعت بملايين الأطنان من الحمم في اتجاه الجنوب، ولا تزال تلك المخاريط البركانية تتعرض لأعداد كبيرة من الرجفات الاهتزازية الخفيفة التي توحي بأن الصهارات الصخرية تحت هذه المخاريط البركانية لا تزال نشطة، مما يؤكد حتمية وقوع ثورات بركانية عارمة تخرج من أرض الحجاز في المستقبل.