نهاية الكوليرا وشيكة؟
بعد وقوع الأوبئة والتوغل في صعوبة تأمين مستلزمات الوقاية والأدوية والكوادر الطبية بسبب ظروف الحصار.. كان من المتعذر سلوك طريق منع انتشار الوباء.. لكن بعد المسافة عن تأمين الاحتياجات الأساسية لم يمنع من التصرف بمهنية وحنكة وإخلاص فكانت التحركات سريعة لتطويق “الكوليرا” التي انتشرت مؤخراً، وربما كانت الأميز لتطويق الوباء وعدم السماح بانتشاره في مناطق أخرى.. هذه الجهود الجميلة كانت بالاعتماد على الخبرات والمهارات الوطنية في حين كانت منظمات دولية تتابع المشهد عن بعد.. وربما يعود جزء مهم من تطويق الوباء إلى إطلاق حملة توعية وتثقيف صحي حول مرض الكوليرا في مدارس المحافظات كافة بالتعاون مع قسم التواصل حول المخاطر والمشاركة المجتمعية.
الإعلام كان له دور مهم في إدارة حملات التوعية عبر نشر الإحصاءات والبيانات والتعليمات الصحية وسبل الوقاية عبر المواقع الرسمية ومنصات التواصل والأنباء المبشرة عن تراجع حدة وأرقام الإصابات لكن ثمة ملاحظات نحتاج أن نطرحها بشفافية تتعلق بمدى توافر الأدوات اللوجستية لدى كوادر القطاع الصحي لتطويق هذا المرض وصولاً للخلاص منه بصورة نهائية، فترميم المشافي المتضررة لايزال بنسب متواضعة في أغلب المحافظات، التي تعرضت إلى تدمير خلال سنوات الحرب، وتوافر الأدوية لايزال هو المحرك الفعال للقضاء على الأوبئة، ما يعني الحاجة إلى زيادة الاستثمار في مشاريع صناعة الدواء وإعطائها التسهيلات الممكنة لأن تأمين العلاج والصحة والإنسان السليم المعافى هو الحامل لإعادة الإعمار.
وكانت الخطوة المهمة هي تسهيل مهمات العيادات المتنقلة ولاسيما في مناطق الأرياف البعيدة مع الإشارة إلى أن الخدمة مجانية.
ويجدر القول إن النقص في أعداد الكوادر الطبية هو السمة الرئيسة في أغلب المحافظات، ويتطلب التفكير جدياً بإيجاد حوافز لتأمين هذا الكادر عبر كافة السبل.
وهذا أمر يترك بصماته السلبية على هذا القطاع المهم، علماً أن الحكومة تولي القطاع الصحي وكوادره اهتماماً كبيراً عبر تقديم حوافز وتعويضات للتشجيع على العمل.
وفيما يخص وباء الكوليرا وبفضل الجهود المخلصة التي تعمل بعيداً عن الأضواء فالوضع تحت السيطرة، والأيام الماضية شهدت تراجعاً في نسبة الإصابات ويمكن القول أن سورية رغم كل ظروف الحصار والأزمات انتصرت على الأوبئة التي يمكن أن تزلزل كيانات الدول وتم تجاوز كورونا واليوم باتت نهاية الكوليرا وشيكة.