تحذيرات من استخدام أقراص “الباراسيتامول” في طهي اللحوم
تشرين – نور حمادة:
يستخدم “الباراسيتامول ” على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كعلاج قصير المدى للآلام الخفيفة إلى المتوسطة الشدة، وهو من المنتجات الدوائية التي لا تخلو صيدلية المنزل من وجوده، حيث يمكننا الحصول عليه بسهولة من دون الحاجة إلى وصفة طبية عند شرائه، ولكن ما يجهله البعض أن استخدامه بشكل مفرط يؤدي إلى مخاطر عديدة على الصحة.
وقد لوحظ استخدام رائج للباراسيتامول في الآونة الأخيرة، وهو أن الكثير من ربات البيوت يقمن بإضافته إلى الطعام وخاصة أثناء طهي اللحوم، مبررات ذلك بقدرته على تسريع عملية الاستواء، وتقليل مدة الطهي، ما يوفر الكثير من الوقود، ويجعل اللحوم ليّنة وسهلة المضغ، ويكسبها مذاقا مميزا من دون الاكتراث لمخاطر استخدامه بهذه الطريقة والتأثيرات الجانبية الناتجة عنه
وحذّر الصيدلاني عمر منصور من استخدام الباراسيتامول بجرعات عالية، لأن الإفراط في تناوله يسبب التسمم الكبدي والكلوي، إضافة إلى بعض الاضطرابات الجسدية الطفيفة، التي تحدث في اليوم الأول من التسمم، وتظهر أعراض تخثر الدم واصفرار الجلد والتخليط الذهني، كما يعمل على تقليل مستوى” الجلوتاثيون” في الجسم، وهو مضاد أكسدة مهم جدا، ً ما يسمح لنواتج أكسدة الباراسيتامول والسموم الأخرى بتدمير خلايا الجسم، وأن استخدامه عند الطهي لتليين اللحوم يفقده خصائصه ويصبح حامضياً جداً وخطيرا، حيث تتحول المادة الغذائية إلى مادة مسرطنة.
بدورها أوضحت الدكتورة علا مصطفى رئيسة قسم الأدوية والسموم في كلية الصيدلة بجامعة البعث أنه انتشر مؤخراً استخدام غير دوائي وخاطىء للباراسيتامول في طهي اللحوم، و ذلك لقدرته على تسريع عملية تحويل الكولاجين إلى جيلاتين، وهي عملية تسرّع إنضاج اللحوم عند الطهي، حيث إن اللحوم تحتوي على بروتينات وألياف عضلية و ألياف الكولاجين، وهي بروتينات سكرية غير ذائبة، وبهذه الطريقة تكتسب اللحوم ليونة فائقة، وهو ما يبرر استخدامهم للباراسيتامول، ولذلك نحن ننصح بوسائل الطهي التقليدية، مثل استخدام الخل في نقع وتحضير اللحوم للطهي، فهي وسائل أكثر أماناً و سهلة ومتوفرة لدى الجميع.
وعن مخاطر استخدام الباراسيتامول في عملية الطهي والمواد الضارة التي تنتج عنه عند تعرضه لدرجة حرارة عالية، أكدت الدكتورة علا أنه عند تسخين الباراسيتامول بهذه الطريقة يؤدي إلى تحلله مائياً وتحوله إلى مادته الأولية الباراأمينوفينول وهي مادة سامة جداً، وتستخدم بشكل واسع في الصناعات الكيميائية كأصبغة الشعر وغيرها، والاستخدام المتكرر له في طهي اللحوم يمكن أن يودي بحياة الأشخاص.
وتابعت الدكتورة علا: توجد الكثير من الدراسات التي أثبتت سميّة “الباراأمينوفينول” التي تسبب فشلا كلويا، وأضرار تلحق بالكبد بشكل خاص، كما أنها تسبب التهابات حادة، فقد تبيّن أنه عند تناوله بشكل مستمر يمكن أن يتسبب بضعف الخصوبة عند الرجال، وتأخر الحمل عند النساء، إضافة إلى تأثيراته المطفرة والمسببة للسرطانات، منوّهةً إلى أنه من خلال تجارب أجريت على حيوانات تجربة تم تحديد الجرعة القاتلة من الباراأمينوفينول، التي تتراوح بين 45 ملغ/كغ إلى 10 ملغ/كغ ، وهذا ما يوضح مدى خطورة إضافة الباراسيتامول لطهي اللحوم، حيث يتسبب بالتعرض لجرعات عالية من الباراأمينوفينول وبالتالي وفاة متناولي تلك اللحوم، إضافة إلى المخاطر الصحيّة المذكورة سابقاً التي تنتج عن الاستمرارية في تناوله ولو بجرعات صغيرة.