ثالوث الشّر
تُثير التحرّكات الأمريكية دائماً في أيّ بقعة، ولاسيما على الأرض السورية الشبهات وتطرح العديد من التساؤلات، وتدفع في الوقت ذاته إلى ترقب الأسوأ، فحيث تحلّ أمريكا يحلّ الشّر والإر*ه*اب والفوضى.
زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال إريك كوريلا إلى مخيّم الهول في الجزيرة السورية، وتعزيز الحضور العسكري الأمريكي في الشمال السوري، والتنسيق الواضح مع ميليشيا “ق*س*د” الانفصالية، وسط تحذيرات أمريكية من تصعيد “د*ا*ع*ش” الإر*ها*بي هجماته في سورية، كل ماسبق، يندرج في سياق أمر عمليات إر*ها*بية لإعادة خلط الأوراق وربما إعادة تفعيل ولاية إر*ها*بية جديدة، تتلطى واشنطن خلف ستارها لديمومة بقائها والالتفاف على مطالب الدولة السورية المُلحّة والمُحقة بخروج أمريكا من أراضيها الموجودة فيها على نحوٍ غير شرعي، و”داعش” الإر*ها*بي لن يُصعّد عملياته إلّا بأمر وتوجيه أمريكي، وكي تكون الصورة أوضح فإن واشنطن و”داعش” و”ق*س*د” يد واحدة لا يمكن إلّا أن تعمل في صفٍ واحدٍ.
المساعي الأمريكية اليوم واضحة المرامي والأهداف والتوجّهات وتندرج تحت سياق تعطيل أيّ مسارات من شأنها أن تفضي إلى حلول تعيد الأمن والاستقرار إلى كل شبر من الأراضي السورية، ولاسيما المسارات التي يدعمها حلفاء سورية مثل روسيا وإيران، لذلك كانت استراتيجيتها منذ البداية زرع ألغام لتفجيرها والعبث بها عندما تقتضي الضرورة والمصلحة، ودق إسفين بين مكونات المجتمع السوري وبين هذه الأخيرة والحكومة السورية ومنع أي تواصل.
أكثر ما تحتاجه واشنطن اليوم في ظلّ المتغيرات العالمية، هو تثبيت وتعزيز حضورها، ولاسيما على الساحة السورية، بعدما فقدت مشروعاتها الإر*ها*بية جدواها بفعل الصمود السوري والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري، وفعاليّة دور أصدقاء وحلفاء سورية في مواجهة ما تتعرض له من حرب كونيّة، وكذلك فعاليّة دورهم أيضاً في مواجهة الهيمنة الأمريكية على مختلف الساحات، والأزمة الأوكرانية مثال لا يزال حيّاً.
لقد فقدت اشنطن القدرة على إيجاد أوراق جديدة وتغيير المعطيات التي فرضت ذاتها بفعل صعود قوى عالمية وحدوث تغييرات في المشهد الدوليّ، لذلك ليس في وسعها سوى إعادة تدوير أوراقها البالية ذاتها، وإدامة التوترات وإيجادها إن أمكن.