السنة التحضيرية عملت فجوة كبيرة!
دينا عبد
شكلت السنة التحضيرية لطلاب الجامعة عبئا نفسياً عليهم لما تحمله من شجون نتيجة التوتر الذي يعيشه الطلاب خلال سنة كاملة ليتقرر مصيرهم من خلال المفاضلة التي سيتم فرزهم على أساسها.
الدكتور رشاد مراد أستاذ علم الأدوية في كلية الصيدلة في جامعة دمشق قال: السنة التحضيرية لم تحقق المطلوب، وأفرزت كثيراً من الأمور البعيدة عن الهدف المطلوب، وأعباء إضافية على الطالب والأهل والجامعة، وعملت فجوة كبيرة، كما أفرزت ثانوية إضافية وتوتراً إضافياً وعدم تحديد مصير وضياع مسؤولية، فيجب أن تعترف وزارة التعليم العالي بأن دراسة إقرارها كانت متعجلة، فقد كان لدينا عمق تجربة في السنوات الأولى، ولم تدرس بعمق، بل خدمت جهات خاصة، بعيداً عن جامعات حكومية ولا توجد مشكلة بإعادة النظر حتى لو مضت سنوات، وهذا الموضوع ملاحظ ومقيّم من جميع المعنيين وحتى النقابات المهنية.
بدورها اختصاصية الصحة النفسية د.غنى نجاتي بينت حالة الطلاب الذين التحقوا بالسنة التحضيرية فقالت: شاهدت العديد من حالات الانهيار النفسي، والقلق ونوبات الذعر للطلاب، نتيجة التوتر والكرب المرافقين لدخولهم السنة التحضيرية، فالطالب الذي دخل إليها لا يشعر بالأمان النفسي على الإطلاق، فحسب قوانين التعليم العالي ٩٠ بالمئة من طلاب السنة التحضيرية سيتم فرزهم إلى إحدى الكليات الطبية، بينما ١٠ بالمئة سيتم تحويلهم إلى اختصاصات أقل، وبذلك ستضيع سنة كاملة من عمر طالب متفوق حقق علامات شبه تامة بالثانوية العامة، وكان على وشك تحقيق حلمه بدراسة الطب، ثم ضاع منه هذا الحلم الجميل، ولا يجد الأهل حلاً لذلك سوى التحول إلى جامعة خاصة يجد فيها الطالب عزاء لإحباطه السابق، وبالطبع هذا الحل العقلاني يناسب فقط من حالفه الحظ، وكان من المقتدرين اقتصادياً، وبوجهة تحليلية للخلفية النفسية للسنة التحضيرية، فهي تشكل عبئاً سيكولوجياً ثقيلاً وكبيراً على الطالب، الذي لم يستطع بعد التقاط أنفاسه المتعبة من ضغوط الثانوية العامة، ليدخل لمستقبل مجهول الهوية في هذه السنة، التي ترمي على أكتافه مسؤولية تحقيق أحلام القبول في الكليات الطبية، وأتمنى أن يعاد النظر في السنة التحضيرية، لما خلفته من ندبات نفسية وحروق وجدانية في قلوب الطلاب وأسرهم التي تعيش معهم هذه التحديات والصراعات الثقافية والنفسية، خصوصاً على الـ١٠ بالمئة من الطلاب الذين تم استبعادهم من «الطبيات» في نهاية السنة التحضيرية، وأدت إلى تدمير ثقتهم بأنفسهم وفقدان شغفهم وهروب الأمل من عيونهم، وشعورهم بالذنب والخجل لعدم قدرتهم على الاستمرار في متابعة تخصصات طبية حكومية.