المؤتمر العام للصيادلة.. جهود مستمرة لتحسين واقع النقابة وتوفير فرص عمل للصيادلة
بارعة جمعة:
علمٌ وفنٌ ومروءة، عبارة رسخها المجلس الجديد برئاسة “وفاء كيشي” نقيباً للصيادلة، الذي انتخب ضمن المؤتمر العام لصيادلة سورية في شباط من عام ٢٠١٩م، واليوم استضافت قاعة الأمويين في فندق الشام أعمال المؤتمر العام الأربعين لنقابة صيادلة سورية، بحضور وزير الصحة، والرفاق أمناء فرع حزب البعث في دمشق وريفها و رؤوساء المنظمات الشعبية والمهنية والمديرين العامين والمركزيين، وعمداء الجامعات والصيادلة والأطباء.
جهود مشتركة
وكما في كل عمل جماعي، تظهر روح العمل الجماعي والمبادرة، فالإرادة واحدة والمقاومة صلبة ضد المصاعب، فبعد انعقاد أربعين مؤتمراً لصيادلة سورية، كرسوا من خلالهم دورهم ببناء بلدهم برأي نقيب الصيادلة في سورية “وفاء كيشي ” ينعقد اليوم المؤتمر بعد إنجاز هيئات الفروع مؤتمراتها السنوية الناجحة في كل مناقشاتها لمواضيعها النقانية والمهنية، ليتجدد الأمل والتفاؤل بصيادلة سورية الشرفاء وشركاء النصر باستمرارهم بالعمل رغم الصعوبات.
وأشارت “كيشي” إلى معاناة قطاع الصناعات الدوائية نتيجة العمليات التخريبية، إلا أنه بقي يقوم بدوره بالتعاون بين النقابة ووزارة الصحة، كما كان لمراسيم السيد الرئيس بإعفاء مواد الإنتاج الأولية من الرسوم الجمركية والضرائب، الدور الأكبر لعودة العديد من المعامل للعمل من جديد.
وأكدت “كيشي” أن النقابة حريصة على المتابعة والمراقبة لحماية مصالح الصيادلة، وتطبيق الأنظمة والقوانين، والعمل على الارتقاء بالحالة الصيدلانية للحالة المثلى، وذلك ترجمةً لشعار “الأمل بالعمل”، فساهمت بارتقاء عملها والدفاع عن حقوق أعضائها، وبأن النقابة تعقد الآمال على وزارة الصحة لزيادة تعويض التفرغ للصيادلة الموظفين، أو تحرير شهادتهم ومساعدة النقابة لتعديل قانون خدمة الريف، لتأمين فرص عمل للخريجين الجدد.
من جهته، أكد وزير الصحة “حسن الغباش” حرص الوزارة على متابعة وتلبية احتياجات المواطنين الصحية، بالرغم من التحديات التي يفرضها الاستهداف الممنهج للقطاع الصحي، مبيناً أن الاستمرار في توفير الدواء وفق معايير التصنيع الجيد ماهو إلا ثمار العمل الدؤوب ونتاج التعاون الفعال مع النقابة وبين القطاعين العام والخاص.
ونوَّه “الغباش” إلى أن الوزارة بحالة مراجعة مستمرة لكافة مكونات القطاع الصحي، واعادة ترتيب الأولويات والإصلاح، بهدف الوصول إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية على المستوى الوطني وتوفير الظروف المناسبة للارتقاء بالواقع الصحي.
ولأنها مؤسسة من مجموعة مؤسسات لها دورها الريَّادي في بناء المجتمع، تعاون المجلس الجديد مع كافة الجهات بما فيها وزارة الصحة.
عراقة المهنة
ولأنه لايختلف اثنان على أن الحرب غيَّرت مجرى الحياة في سورية من خلال الاستيلاء على ثرواتها وحضارتها، عرضت
عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيقة المهندسة “هدى الحمصي” المنعكسات الاقتصادية والسياسية للحرب على سورية، متناولةً مراحل تطور علم الصيدلة، ومخاطبة الحضور قائلةً: “حين يتحدث المرء أمام صيادلة سورية، يعود به التاريخ إلى أن هذه المهنة قديمة، نظراً لاحتياج الإنسان لها، وذلك باستخدام أعشاب طبية ضمن رقية وتعويذات من الكهنة”، والتي تشير حسب توصيف “الحمصي” إلى عراقة المهنة التي تبقى مهنة إنسانية تبلسم جراح الإنسانية، التي كثرت إثر الحروب.
وبينما كان يسعى “الرازي وابن سينا” لبلسمة الجراح، نجد بأن المخابر الجرثومية والبيولوجية والمعامل، تستحضر الجراثيم وتُصدرها للعالم لفناء البشرية، كم هذا الزمن صعب علينا نحن مصدري الحضارة للبشرية.
فالمواد الأولية ليست سهلة المنال، كما أن عالم اليوم بأسره يعاني أزمة اقتصادية، بسبب رعونة أصحاب القرار فيه، إلا أننا
سنبقى قدوة لكافة الشعوب، لأننا تحملنا ووصلنا لما نصبو اليه.
كما يشكل المؤتمر فرصة لالتقاء الصيادلة على مستوى سورية، لبحث كافة القضايا المتعلقة بالتطور العلمي الكبير وطرح مشاكلهم والارتقاء بهذه المهنة مستقبلاً، برأي عضو مجلس الشعب “نضال مهنا”، كما أن واقع القطاع الدوائي يتعلق بجزء منه بالحالة السورية، والجزء الآخر بالحالة العالمية، ومايمتلكه الصيادلة السوريون من قدرات وخبرات تكفي للتوصل لما وصل إليه الغرب،
وبالرغم من الحصار، لاتزال سورية تنتج وتصدر للعالم وهي متقدمة على الجميع برأي “مهنا”، مع وجود الحاجة للعديد من الأدوية ل (١٨٠) مادة مستوردة من الخارج.