كيف نجيب عن أسئلة الأطفال المحرجة؟
دينا عبد
ضمن إطار عمل المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة واهتمامه بمشاكل وقضايا الطفولة المبكرة، والوقوف عليها من خلال دراستها ووضع الحلول المناسبة لها.
و بهدف رفع الوعي الاجتماعي لدى الأهل بأهمية الإجابة عن جميع أسئلة أطفالهم، ألقت د.إيمان نصور من المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة من دائرة الأبحاث والدراسات محاضرة تحت عنوان: “كيف تجيب عن أسئلة طفلك” بحضور مديرة المركز د. كفاح الحداد وحشد من أهالي الأطفال و العاملين في المركز، تناولت خلالها المحاور التالية:
مراحل تطور الأسئلة عند الأطفال، أسباب انزعاج الأهل من تساؤلات أطفالهم، والمبادئ العامة للرد على أسئلة الأطفال، وكيفية الإجابة عن أسئلة طفلك المختلفة ( الأسئلة الروحية، الجنسية…) كما أشارت إلى أكثر الأسئلة شيوعاً لدى الأطفال، وأجابت على بعض النماذج منها، مبينة الآثار السلبية لعدم الاهتمام بأسئلة الأطفال وتجاهل الإجابة عنها.
وعلى هامش المحاضرة، وفي تصريح خاص لـ” تشرين” بينت د.إيمان نصور:
نظراً لأهمية الأسئلة التي يطرحها الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في النمو النفسي والمعرفي، إذ تشبع تلك الأسئلة فضولهم للمعرفة، ورغبتهم في الاستكشاف, وتعكس النمو المعرفي لديهم، وتساعدهم في معرفة وفهم العالم من حولهم، وتعلّمهم حلَّ المشكلات، وتطوّر مهارات التفكير لديهم واستهدفت المحاضرة مقدمي الرعاية”( آباء وأمهات، ومربيات) والمهتمين بقضايا الطفولة.
والهدف العام من المحاضرة بحسب د. نصور التعرف إلى القواعد العامة للرد على أسئلة الأطفال، وكيفية تقديم إجابات عن أسئلتهم بأسلوب علمي مبسط يتناسب مع قدراتهم العقلية, بعيداً عن تقديم إجابات غير واقعية، وقدمت الدكتورة في نهاية المحاضرة نماذج عن أسئلة دينية وجنسية متداولة لدى الأطفال وطريقة الإجابة عنها.
وعن المحاور التي تناولتها في المحاضرة بينت د.نصور: بداية كان الحديث عن مراحل تطور الأسئلة عند الطفل، حيث يبدأ الطفل الذي أتم السنتين من عمره، بالإكثار من التساؤلات بشكل كثيف، ويبدأ أسئلته بـــ(ما)، وعند عمر الثلاث سنوات يدرك الطفل عجزه عن فهم الكثير من الحقائق فينتقل للسؤال لـــ(لماذا)، لأن عقله يبدأ بالنمو، ويمكنه في سن مبكرة فهم الدلالات السببية للعلاقات بين الكائنات، والأشياء الموجودة في البيئة المحيطة به .
وأرجعت أسباب انزعاج الأهل من أسئلة أطفالهم إلى أسباب عدة منها :
قد يشعر الأب أو الأم بالانزعاج, لأن الطفل يقاطعه خلال أداء عمل ما، وهنا يتعين عليهم الإجابة عن الأسئلة، حتى في حال عدم قدرتهم على الإجابة فوراً .
كذلك يعتقد بعض الأهالي أن طفلهم يطرح أسئلة تتصادم مع معتقداتهم أو أفكارهم الدينية، أو حتى التعليمات التي يُملونها عليه،
قواعد للرد على أسئلة الأطفال:
هناك مجموعة من المبادئ على الأهل التحلي بها للإجابة عن أسئلة طفلهم منها:
إظهار الاهتمام والاستماع للأسئلة التي يطرحها الطفل، بالعقل والعينين قبل الأذنين.
لا تعنف أو تمنع الطفل من طرح الأسئلة، ولا تسخر من أسئلته أو تسمح للآخرين بالاستهزاء بها. ويجب إعطاء الطفل المعلومات بالقدر الذي يناسب فهمه وإدراكه، ويلبي حاجته للمعرفة والاستكشاف؛ ويجب على الأهل أن يكونوا صادقين وصريحين، وبسيطين في الإجابة قدر الإمكان، وفقاً لعُمر الطفل وما يستطيع أن يفهمه، ومن الضروري عدم خداع الطفل فإذا كنت حقاً لا تعلم الإجابة، فأخبره بأنك لا تعلم إجابة هذا السؤال، “ولكن يُمكننا أن نبحث عن الإجابة معاً لنتعرف عليها”، فهذا الأسلوب سيُعزز شأنك لدى الطفل، حاول أن تتأمل الدافع لسؤالهم، ففي بعض الأحيان قد يكون سؤال طفلك عبارة عن طلب غير واعٍ للمساعدة، أو بسبب خوف خفي، فلذلك حاول فهم ما يطلبه طفلك حقاً.
وفي نهاية المحاضرة بعد أن بيّنت الآثار السلبية لتجاهل أسئلة الأطفال وما يترتب عليها، قدمت الباحثة إجابات عن مجموعة من الأسئلة االأكثر شيوعاً لدى الأطفال، ومنها:
من أين جئت؟ ما هو الاختلاف بين الولد والبنت، ، من تحبيه أكثر أنا أم أختي، هل سأموت يوماً؟.