ربط ” النقار” بأسلاك متينة إلى رافعة خاصة بالأوزان الثقيلة، فوضع الجميع أيديهم على قلوبهم، فقد كان المنظر مخيفاً جداً لأن رفع هذا النقار إلى سطح الطابق السابع لا يخلو من المخاطر كتقطع الأسلاك رغم قوتها أو انهيار البناء بمجرد أن يستقر النقار على السطح، لأن البناء آيل للسقوط في الفلسفة الهندسية التي لا تخلو من المبالغة أحياناً .
تمت العملية بسلام بل بنجاحٍ تام مع استمرار المخاوف من الانهيار لأن البناء آيل للسقوط!!
أيضا مضت الأمور بسلامٍ مع استمرار المخاوف، وخاصة أن ضربات النقار لتهديم الأسقف تشكل أعباء وحمولات إضافية تهدد بسقوط البناء الآيل إلى السقوط أصلاً، ونسأل الله أن يمر بأمان وسلام.
تجمعت مواد الهدم من سقف إلى آخر في تجمعٍ لا يشكل توازناً أو توزيعاً متساوياً على كامل البناء، ما يشكل أيضاً تهديداً بسقوط البناء الآيل أصلاً للسقوط.. وما زال ” التنقير” مستمراً: مرّ أسبوع ..أسبوعان.. أسابيع متعددة .. تم الاستنجاد بنقار آخر، فراحا ينقران وينقران في مبنى آيل للسقوط!!
غريبٌ كم هو متين هذا المبنى، أخلي خوفاً على حياة قاطنيه ورواده من الهلاك إذا ما وقع على رؤوسهم لا قدّر الله.. فهو آيل للسقوط!!
كم هو آيل للسقوط هذا المبنى الذي واجه، وتحدى، وصمد في وجه الأنواء البحرية منذ عقود من الزمن، ومازال بدوياً يحفظ طعم الملح.. ملح البحر الذي أبعدوه عنه عشرات الأمتار، ومازال وفياً وصامداً رغم النقار والنقارين الذين يبحثون عن الأساسات المتينة لخلخلتها ووضع بدائل هشة تكون فعلاً آيلة للسقوط.
في تلك الولاية، هناك الكثير بدأ يطفو على السطح، بعضه غامض، والآخر لم يكتمل، والبعض يهدم بالنقار، لأنه آيل للسقوط ، للسقوط بقوة القرار وطعم الاستثمار، لا يهمّ إن كانت هناك دراسات للجدوى أو حتى فكرة بسيطة لما يجب أو ينوي أصحابه عمله، لكن السرعة في الهدم ناتجة عن أنه آيل للسقوط!
في تلك الولاية نشط النقارون والنقابون وأرباب السوابق و( تأبطوا ) الصفوف الأولى فيها ” يطحش ويبطش ” الاستثمار بأرزاق الناس وأملاكهم ولا حول إلّا بالقرار الذي ينتظره مظلوم لينصف في عزّ النهار أو يغدر في ظلمة الليل مثل عادة أصحاب القلوب المظلمة .
في تلك الولاية التي يفعل فيها النقار فعلته، ثمة الكثير لما يجب أو يمكن أن يقال .. صحيحٌ أن في فمنا ماءً، لكنه لن يعوقنا عن بسط الحقيقة.. كل الحقيقة وعندما نفرغ هذا الماء حينها سنقول كل ما يجب أن يقال ؟!