تلف وفساد الأطعمة والمأكولات نتيجة غياب الكهرباء

شمس ملحم 

باتت ” أم أحمد” كغيرها من النساء السوريات اليوم تشتري الطعام بشكل يكفي ليوم واحد فقط تجنّباً لتلفه، تقول لـ” تشرين”: إن برادها أصبح أشبه بـ” النملية” ففي السابق اعتادت شراء الخضار والألبان واللحوم ” لتفريزها” لاستعمالها عند الحاجة، لكن مع الانقطاع المستمر للكهرباء جميع المواد فسُدت وأصابها التلف واضطرت للتخلص منها، ما أدى إلى خسائر مادية كبيرة لناحية تكلفتها في ظل ارتفاع الأسعار .

منشآت توقفت عن العمل

الخسائر لم تقتصر على المواطنين فقط، بل وصل الأمر إلى العاملين في تصنيع المواد الغذائية فالألبان والأجبان كان لها نصيب كبير بالخسائر ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

وحسبما أكده أحمد سواس – عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية للأجبان والألبان لـ” تشرين” أن الكهرباء تعد روح العمل في قطاع الأجبان لذلك التأثيرات والأضرار كانت كثيرة، وفساد منتجات المادة بشكل يومي، لافتاً إلى خروج العديد من الحرفيين عن العمل في المصلحة وخصوصاً المنشأة الصغيرة التي وصلت إلى 6% إضافة إلى تأثر المنشأة الكبيرة نتيجة ارتفاع المصاريف بسبب تشغيل المولدات لأوقات طويلة وشراء مادة المازوت من السوق السوداء حيث وصل سعر الليتر الواحد إلى ستة آلاف ليرة.

وأشار السواس إلى أن الجمعية الحرفية لا تملك أي مقومات لمساعدة الحرفيين بتأمين مادة المازوت الصناعي والسبب في ذلك حالة السجال مع شركة سادكوب التي أوقفت جميع الحلول الإسعافية للحرفيين فهي تطلب إجراءات يصعب على الحرفيين تأمينها بالوقت الحالي، لذلك أوقفت تقديم المادة من ثلاثة أشهر على جميع المنشآت الصناعية الكبيرة والصغيرة فلم يتم تزويد أي حرفي بمادة المازوت وجمعيهم يعتمدون على السوق السوداء رغم أننا قدمنا العديد من الطلبات والمقترحات لكنها رفضت بشكل كامل.

وعن الأسعار، توقع عضو الجمعية الحرفية ارتفاع الأسعار خلال الفترة القادمة لأن الآلات المعتمدة بالإنتاج تعتمد على المازوت، مثل الشودير لغلي الحليب أو المولدة للبرادات أو سيارات التوزيع، مبيناً أن قسماً قليلاً من الحرفيين تعمل منشآتهم على الفيول الذي رفع ثمنه أيضاً.

وختم حديثه قائلاً: من الممكن أن يقل إنتاج بعض الأصناف من الألبان كاللبنة أو الجبنة وذلك بسبب قلة الطلب حيث أصبح المواطن يتسوق اللبنة بالغرامات رغم أن حاجة دمشق إلى 150 طناً بشكل يومي وبالنسبة للتصدير فهو متوقف حالياً.

سيتم التعويض

في سياق متصل وحول توقف توزيع مادة المازوت للمنشآت الصناعية أكد ريدان الشيخ عضو مجلس محافظة ريف دمشق في تصريح لـ” تشرين” أن الحرفيين وأصحاب المنشأة الصغيرة يحصلون على المازوت الصناعي عبر لجنة تقوم بالكشف على المنشأة لكن في العشرة أيام السابقة تم التخفيض قليلاً وسيتم تعويضهم بالمادة خلال الأيام القادمة.

خطر أكبر

في تقرير صادر عن الأمن الغذائي يؤكد أنه بعد انقطاعات التيار الكهربائي 4-8 ساعات في الثلاجة في مجمد كامل، أو في مجمد نصف كامل قد لا تكون الأطعمة المبردة أو المجمدة آمنة للأكل كما ينصح بالتخلص من أي طعام ذي رائحة أو لون أو قوام غير عادي.

لذلك فإن تلف وفساد الأطعمة والمأكولات نتيجة غياب الكهرباء وحوامل الطاقة عن البردات قد يؤديان إلى خطر أكبر يتعلّق بالأمن الغذائي برمته، الذي تعتمد الصناعات الغذائية فيه على الكهرباء أو المازوت بشكل أساسي، فهل دخلنا في مرحلة نطلق عليها «أمننا الغذائي يدق ناقوس خطر الفساد و التلف؟».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار