«ثلج» دير الزور تُحاصره الكهرباء وصيفها اللاهب ! 

عثمان الخلف

مع توالي ارتفاع درجات الحرارة في دير الزور، يقصد أهالي دير الزور معامل الثلج فيها للحصول على قالبه بغية تأمين مياه شربٍ باردة، في ظل التقنين الكهربائي الذي لا يُمكّن من استمرارية تشغيل الثلاجات المنزليّة صيفاً، ليُضاف بذلك قالب الثلج إلى قائمة الضروريات الحياتيّة.

معاناة

تآخى وضع الطقس اللاهب في ضغوطه على حياة أهالي دير الزور، وحال خدماتٍ ضرورية غائبة، أو تُعاني تذبذباً في وجودها، كما الكهرباء، في الصيف وأمام واقع التقنين الكهربائي نضطر للتوجه إلى معامل بيع الثلج للحصول عليه بهدف تبريد مياه الشرب، أو أن تشربها ساخنة، يقول توفيق الشيخ لـ” تشرين “: ” يصل سعر القالب الواحد إلى 4 آلاف ليرة سورية، والأغلبية يشترون نصف القالب، فالقدرة الشرائية متفاوتة، ولم تعد الثلاجات المنزليّة خلال فترة تشغيل التيار الكهربائي يسمح لها بتبريد المياه، لذا ترى هذا الإقبال على المعامل المذكورة، وهي في ازدياد .

فيما يلفت عماد العلي إلى أنه كثيراً ما تأتي للحصول على قالب الثلج من المعمل القريب إلى منزلك، ليعتذر مالكوه عن عدم توفره، ولكونهم يعتمدون التبريد على خطٍ واحد من التيار الكهربائي، وبحكم واقع التقنين يبقى ماؤهم بلا تجميد: “غالباً نعود من دونه، فأشرب إنْ وجد ما بردته ثلاجتي، وهو فاتر، وهي معاناة يوميّة بلا توقف مع دخول صيفنا الحار ” .

ويشير حسين عبد الرحمن إلى أنّ المشكلة في الأرياف لا تقل عنها في المدن ، إذ يضطر لقطع مسافات طويلة إلى بلدة مجاورة ليحصل على قالبه الثلجي، وإن توفر فحدث هنا عن الوقت الذي يستلزمه للحصول عليه نتيجة للاكتظاظ على المعامل .

.. ومعامل الثلج تشكو

لوحظ منذ تحرير دير الزور أن المشروع الأكثر استثماراً، هو معامل الثلج، فأعدادها في ازدياد سنوياً، وفي كل بلدات ومدن المحافظة، في مركز المحافظة جاوزت 7 ، وبحسبة أخرى تجدها أيضاً في مدن الميادين والبوكمال والعشارة وبلدات أخرى .

أحد أصحاب المعامل شكا واقع التقنين الكهربائي الذي لا يُتيح تشغيل المعمل على مدار الساعة بقوله : ” من يأتي باكراً يحصل عليه، ومن يتأخر يواجهه الاكتظاظ ، أو عدم توفره كنتيجة لما أسلفنا عن التقنين، هناك من يطلب قالباً واحداً، وهناك من يأخذ نصف قالب، فالمواطن يحتاج إلى 60 ألف ليرة شهرياً إنْ كان طلبه واحداً وقس على ذلك إن ارتفع الطلب، كذلك يرتبط الأمر بتعداد أفراد الأسرة، أو ما إذا كان لديك ضيوف، ناهيك عما تطلبه المعامل والمطاعم وسواها من فعليات اقتصاديّة”

وأشار آخر إلى ضرورة تزويد هذه المعامل بخطوط تغذية بالتيار الكهربائي بهذه الفترة، لغرض استمرارية تشغيلها، أي وضع استثنائي يجب أن يبقى ملحوظاً لدى شركة كهرباء دير الزور: ” هناك من يستعيض عن الكهرباء بتشغيل مولدات ، وتلك المولدات تحتاج إلى وقود ، ولعدم توفر الوقود المدعوم تضطر لاستخدام المُكرر بأسعاره المرتفعة ، ما يتطلب مصاريف إضافيّة ”

مدير كهرباء دير الزور المهندس خالد لطفي أكد أنّ الأمر مُرتبط بكميات التغذية المُعطاة للمحافظة ، علماً أن التقنين الجاري هو عام في جميع أنحاء سوريّة، مُتمنياً التمكن من ذلك .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار