السويداء …واقع مائي مزرٍ والمعالجة قاصرة

طلال الكفيري:

أثارت أزمة المياه العاصفة بمحافظة السويداء، والتي لم تغادر قراها وبلداتها منذ أكثر من عام، استياء ممن اكتوى بنار الظمأ، وخاصة أن الأزمة التي لم ينهِ مسلسلها فصل الشتاء، في طريقها للتفاقم مع دخول فصل الصيف، ما أبقى المواطنين حسبما قال عدد منهم لـ” تشرين” تحت رحمة أصحاب الصهاريج الخاصة، الذين استغلوا حاجتهم للمياه في ظل شحها، وتالياً تقاضيهم ٣٠ ألف ليرة ثمن النقلة الواحدة.
وأضافوا: إن الشح بالوارد المائي، الذي انتهى بالعطش، بات الزائر غير المغادر لعشرات القرى والبلدات ومنها على سبيل المثال لا الحصر “كناكر- رساس- المشقوق- مياماس- مردك – رضيمة اللوا- الخالدية- الصورة الصغيرة- السويمرة- مدينة شهبا- شقا- الهيت- سهوة بلاطة- سليم – عتيل- قنوات- الرحا- الكفر- سهوة الخضر- المجمير- الغارية.. إلخ» والقائمة تطول. ويضيف الأهالي: إن قلة الوارد المائي الواصل إليهم، مردها إلى التعطل الدائم للمضخات الغاطسة من جراء احتراقها، وتالياً التأخر بإصلاحها من المؤسسة ما أدى إلى خروج عشرات الآبار الارتوازية من الاستثمار، عدا الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وضعفه في ساعات الوصل، ما أدى إلى عدم إقلاع المضخات الغاطسة، وما زاد من المعاناة هو تقاعس عدد كبير من عمال الشبكة إزاء واجباتهم الوظيفية، وعدم اتباعهم مبدأ العدالة في توزيع المياه، فالدور عندهم خاضع لمزاجيتهم.
من جهته مدير عام مؤسسة مياه السويداء المهندس أمين غزالة قال : إن معظم التجمعات السكانية في المحافظة تعتمد في تغذيتها المائية على بئر ارتوازية واحدة، وتعطلها يتسبب بأزمة مياه، ما يضطر المؤسسة لتأمين المياه لهذه القرى عن طريق الصهاريج، فالتجمعات التي تتغذى من أكثر من بئر محدودة جداً، وتتركز لدى تجمع ” آبار الثعلة وبكا وخازمة” وهي لا يتجاوز عددها ٤٨ بئراً، أي ما يعادل 17% من نسبة الآبار الموجودة في المحافظة، يضاف إلى ما ذكر أن توزع الآبار الجوفية المخصصة لمياه الشرب ينحصر في المناطق التي يقل ارتفاعها عن 1200 م في حين تتم تغذية القرى والبلدات التي يزيد ارتفاعها على ١٢٠٠ متر من السدود، والتي تنخفض مناسيبها كثيراً في فصل الصيف، والمسألة المهمة هي عدم توافر مصادر بديلة للطاقة الكهربائية، حيث تتم تغذية الآبار بالتيار الكهربائي من خط تغذية وحيد استطاعته 230 ك.ف، والذي تكثر عليه أعمال الصيانة، إضافة لعدم انتظام التيار وتذبذبه وانخفاض الجهد، والذي يظهر جلياً في الأشهر الباردة من العام نظراً للضغط الكبير على الشبكة الكهربائية للتدفئة, وعدم وجود مجموعات توليد كافية للتعويض عن التيار الكهربائي، ونقص المحروقات.
من جهته رئيس دائرة الاستثمار والصيانة بالمؤسسة المهندس سميح نصر قال لـ” تشرين” إنه بهدف تحسين واقع المياه على ساحة المحافظة قامت المؤسسة بتجهيز وإصلاح عدد من الآبار الارتوازية المخصصة لمياه الشرب، وتالياً وضعها في الاستثمار، وذلك في كلٍ من ” كناكر- خلخلة- شقا- دوما- المجمير”، إضافة لذلك فقد تم تأمين التغذية الكهربائية لبئري شهبا١ وشهبا ٢ من الشركة العامة لمؤسسة كهرباء السويداء بغية ضمان استمرارية ضخ المياه، مضيفاً: إن المؤسسة قامت باستلام /15/ مضخة غاطسة مقدمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث سيتم تركيب هذه المضخات في المواقع التي تعاني شحاً في المياه، وحسب الأولوية والحاجة الضرورية لها، كما تقوم المؤسسة بالعمل على تنفيذ عدة مشروعات في قرى وبلدات ومدن المحافظة، ومن هذه المشروعات تنفيذ خط رئيسي لربط تجمع آبار العليقة مع صلخد حيث بلغت نسبة التنفيذ 70%، إضافة لإحداث محطة ضخ في تجمع آبار العليقة مع تأمين التغذية الكهربائية لها، وإحداث محطة ضخ أخرى في موقع بئر الجرماني بمدينة السويداء، والعمل على إصلاح وصيانة 75 مضخة غاطسة معطلة ليصار إلى تركيبها على الآبار التي خرجت من الاستثمار من جراء تعطل مضخاتها الغاطسة.
يشار إلى أن الموازنة الاستثمارية للمؤسسة لهذا العام تبلغ 5.515 مليارات ليرة حيث وصلت نسبة الإنفاق حتى تاريخه إلى نحو 77 % بقيمة حوالي أربعة مليارات ليرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار