اللاذقية ومتلازمة العطش والصيف.. هل تنجح حلول (المياه والكهرباء) الإسعافية بإرواء الأهالي
صفاء إسماعيل
هموم بالجملة ومعاناة يومية يتقاسمها أهالي محافظة اللاذقية موزعين بين ريف ومدينة، سعياً وراء تأمين حاجتهم من مياه الشرب، على إيقاع اختناقات هنا وأخرى هناك، استبقت فصل الصيف وشرعت الباب واسعاً أمام المعاناة القديمة الجديدة لمحافظة ساحلية تزخر بالينابيع والآبار، لكنها تعاني العطش!.
بين تقنين كهربائي طويل وجائر يمتد خمس ساعات ونصف الساعة، ومياه ضعيفة بحاجة لمضخات كهربائية للوصول إلى المنازل، يشكو الأهالي سعيهم وراء صهاريج المياه التي باتت هذه الأيام تجارة رائجة ومربحة، حيث يتراوح سعر تعبئة خزان سعة خمسة براميل بين ١٨- ٢٥ ألف ليرة، وحجة صاحب الصهريج جاهزة، وهو أنه يضطر لشراء ليتر البنزين لتشغيل المضخة بـ٨٠٠٠ ليرة.
بدوره، بيّن معاون المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في اللاذقية المهندس ممدوح رجب لـ”تشرين” أن سبب مشكلة الاختناقات التي تعانيها بعض المناطق في الريف وأحياء في المدن، هو قصر فترة التغذية الكهربائية لمنازل المشتركين، مدللاً بأنه عندما تتم تغذية أي حي في المدينة بالمياه، فإن قصر فترة التغذية الكهربائية لا يمكّن جميع المواطنين من تعبئة المياه نظراً لقيام الجميع بتشغيل المضخات الكهربائية.
ولتحسين ضخ المياه، حسب رجب، تحتاج الأحياء تغذية كهربائية تتراوح بين ساعة ونصف الساعة و ساعتين ليستطيع جميع المواطنين تعبئة مياه الشرب، مشيراً إلى أن شبكة ضخ المياه لا توجد فيها أي مشكلات، وخاصة أن محطات الضخ في نبع السن معفاة من التقنين.
وفي هذا الصدد، أوضح رجب أنه بالتعاون والتنسيق مع مديرية الكهرباء، فإنه سيتم تزويد أحياء مدينة اللاذقية بالكهرباء ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين بالتزامن مع تغذيتها بمياه الشرب، بما يمكّن المواطنين من تعبئة المياه، ويجري تطبيق هذا البرنامج بالتناوب بين الأحياء.
وفيما يتعلق بالريف، أضاف رجب: في ظل ظروف التغذية الكهربائية الحالية بدأنا العمل بالديزل المتنقل لإرواء القرى العطشى، موضحاً أن هذا الإجراء يعد حلاً إسعافياً وهو شبيه بفكرة صهاريج المياه، حيث يتم وضع الديزل المتنقل على البئر أو أي مصدر مائي مستثمر من قبل المؤسسة ليتم إرواء القرى العطشى.
كما أشار رجب إلى تنفيذ أعمال تشغيل محطات عدة بريف المحافظة بالطاقة الشمسية، مدللاً بمحطة السنيبلة الرابعة، حيث تستفيد منها قرى كل من السنيبلة، شنبرتي، عوينة الريحان، عين الحياة، القرندح، إضافة لبئر بسين، المران، المتن في ريف القرداحة والتي تستفاد منها قرى المتن، بعبدوس، مزرعة القنطرة، وتخدم حوالي ٧٠٠٠ نسمة.
وأضاف: كما تم تنفيذ الطاقة الشمسية لبئر بيت جبرو في ريف الحفة والقرى المستفيدة هي: بيت جبرو، المزيرعة، الستانية، كيمين، كرم الحلواني، بطرنس، ياسنس.
وفي إطار الإجراءات التي تقوم بها المؤسسة لتحسين الوارد المائي لمدينة جبلة، لفت رجب إلى زيادة كميات المياه المنتجة من آبار العقدة الموجودة عند مدخل المدينة عبر زيادة مدة التغذية بالتيار الكهربائي لهذه الآبار بالتعاون مع شركة كهرباء اللاذقية ومجلس مدينة جبلة حيث تم تركيب برجين معدنيين ومد الأسلاك ووصلها لتغيير مصدر التغذية الكهربائية وزيادة كمية المياه المنتجة من هذه المضخات لتضخ في الشبكة العامة و يتم توجيهها إلى مناطق الاختلال لتخفيف أثر نقص وصول المياه.
وفي إطار الإجراءات الأخرى التي تعمل المؤسسة على تنفيذها بالتعاون مع “الكهرباء”، أشار رجب إلى دراسة إعفاء آبار العقدة بمدخل جبلة من التقنين كلياً، وإعفاء محطة بيت لوحو، ومحطة محور بيت ياشوط، وذلك حسب الأولوية والتكلفة، بالإضافة لدراسة تغذية مشروع مياه جورين بالكهرباء من محطة شريفة بحماة، مبيناً أن المشروع ينتج حالياً ٧٠٠٠ م٣ يومياً فيما لو تمت تغذيته من محطة شريفة فإنه سينتج بين ١٤٠٠٠-١٥٠٠٠ م٣، مشيراً إلى أنه تتم دراسة هذا المشروع مع وزارة الكهرباء، منوهاً بأن من شأنه أن يحدث نقلة نوعية بالواقع المائي في الحفة وصلنفة والقرى المسفيدة منه.
وعن تعقيم مياه الشرب والتأكد من مطابقتها المواصفات، بيّن رجب أن العناصر الفنية العاملة في دائرة التحليل والتعقيم في المدينة والريف تجري جولات ميدانية مكثفة لتغطية كل أحياء المدينة والخزانات الرئيسة فيها، إضافة إلى محطات ومشاريع الضخ في ريف المدينة للتأكد من سلامة ونوعية مياه الشرب، حيث يتم يومياً قطف عينات مياه عشوائية من مختلف نقاط الشبكة، وتحليلها للتأكد من مطابقتها المواصفة القياسية السورية لمياه الشرب، بالتوازي مع القيام بإجراءات التعقيم حرصاً على إيصال المياه آمنة ونظيفة.