عائلات مهجرة من إدلب لا تحصل على مساعدات غذائية
عــلام العــبد
حرمان الكثير من العائلات المهجّرة من محافظة إدلب من المساعدات الغذائية ترك تساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى عدم حصولهم على المساعدات الغذائية ولسان حالهم يقول 🙁 فوق الموت عصّة قبر ) .
يقول نائب محافظ إدلب المهندس فادي السعدون في تصريح لــ ( تشرين ) إنه وبكل بساطة وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية للكثير من العائلات المهجّرة وارتفاع التكلفة الأساسية للحياة المعيشية تحرم الكثير من العائلات المهجّرة من محافظة إدلب من المساعدات الغذائية.
ولفت السعدون إلى أن عدد العائلات المهجّرة من إدلب والموزعة على مدينة حماة وريفها يقدر بحوالي 8 آلاف عائلة .
وقال : لقد طالبت محافظة إدلب برنامج الغذاء العالمي والمنظمات العاملة في سورية ولجنة الإغاثة بتأمين ما يلزم العائلات المهجّرة من مساعدات غذائية وكان الرد بأنه لا توجد إمكانيات , وهذا الأمر ينطبق على جميع عائلات محافظة إدلب المهجّرة إلى المحافظات .
وأضاف السعدون إن محافظة اللاذقية تضم 11 ألف عائلة من إدلب هجّرت بفعل الإرهاب , في حين ضمت حلب 2000 عائلة ، و حمص و حسياء 1800 عائلة ، أما دمشق وريفها فتضمان ما يقارب من 4 آلاف عائلة ، أما طرطوس وريفها فتضم 800 عائلة .
مبيناً أن جميع هذه العائلات تعاني اليوم من شظف العيش جراء ارتفاع أعباء أجور السكن وغلاء تكاليف المعيشة التي باتت ترخي بظلالها على جميع أطياف المجتمع .
وقال السعدون : قامت المحافظة بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية والإنسانية بتكثيف المعونات الإنسانية والدعم الصحي “بما يتلاءم مع ثقل الأزمة”، مشيراً إلى أن أهالي ريف إدلب المحرر ظلوا لعدة سنوات يعانون من حصار المجموعات الإ*رها*بية المسلحة التي منعت عنهم كل مقومات الحياة، والآن وبعد تحرير مناطقهم علينا بذل كل ما يمكن لمساعدتهم”.
وشدد نائب المحافظ على ضرورة أن تتلقى محافظة إدلب مزيداً من الدعم الإنساني لإعادة إعمار البشر مع الحجر.
وذكر أن ” تأهيل الخدمات والدوائر العامة وتثبيت الأمن في ريف إدلب المحرر عجّل من عودة السكان وأنهى أزمة تهجيرهم التي تلقي بأعبائها عليهم وعلى كاهل الدولة”، مطالباً المنظمات الإنسانية بالتعاون مع الجهات الحكومية بتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للعائلات المهجّرة من إدلب.
من جانبه قال عضو مجلس الشعب عن محافظة إدلب عبد الكريم اليوسف إنه وحسب المعلومات المتوافرة لديه لم تحصل العائلات المهجّرة من محافظة إدلب إلى مدن حماة واللاذقية وحلب على مساعدات غذائية منذ سنوات , وأن مخصصات الهلال الأحمر السوري محصورة بالعائلات الموجودة ضمن ريف إدلب المحرر، وأن بإمكان العائلات الموجودة في المدن مراجعة الجمعيات الخيرية، لافتاً إلى أن الجمعيات الخيرية لا تمنح مساعداتها إلا لأهل المدينة بمعنى أن الجمعيات في حماة سواء أكانت أهلية أو خيرية لا تمنح مساعداتها ولا تقدم مخصصاتها إلا لأبناء مدينة حماة حصراً وأن أبناء محافظة إدلب من العائلات المهجرة عليهم مراجعة الجمعيات الخاصة بأبناء المحافظة.
وتمنى عضو مجلس الشعب إعادة النظر بالإجراءات التي تحرم آلاف العائلات المهجّرة من إدلب في عدم الحصول على مساعدات غذائية باتت اليوم في ظل الحصار الغربي أحادي الجانب المفروض على الشعب السوري ضرورة إنسانية ملحّة.
وعلى ضوء ما تعانيه العائلات المهجّرة من إدلب أعرب نائب محافظ إدلب عن “قلقه البالغ إزاء الظروف القاسية بالغة الصعوبة التي تعيشها آلاف العائلات التي فرّت من مدينة إدلب المحتلة اليوم من قبل النظام التركي ومرتزقته والمناطق المحيطة بها في محافظة إدلب خلال السنوات الماضية “.
وقال عدد من ممثلي الفعاليات الأهلية في ريف إدلب المحرر: ” يعاني أهالي إدلب من العائلات المهجّرة منذ سنوات تحت التهجير دون الحصول على المساعدات وإن الوصول إليهم عبر المساعدات الإنسانية الأخرى بات أولوية قصوى مطلقة”.
زيارة واحدة لمحافظة حماة ستجد نفسك أمام مئات من العائلات المهجّرة من إدلب التي وجدت نفسها بين نارين , مواجهة تجار العقارات وعدم الحصول على مساعدات غذائية.
نزح أهالي إدلب عن منازلهم هرباً من ظلم الإ*رها*بيين إلى مدن آمنة ، لكنهم لا زالوا يعانون ، إذ لم تحصل آلاف الأسر حتى الآن على المساعدات الغذائية، ووجد كثيرون أنفسهم في مهب الريح .
وفي ظل الظروف التي تعيشها العائلات المهجّرة قال سكان محليون في مدن وقرى محافظة إدلب ممن لا يزالون تحت سيطرة المجموعات الإ*رها*بية المسلّحة ( لقد طال انتظارنا. نريد تخليصنا من براثن المجموعات الإ*رها*بية المسلحة، إنهم يرهبوننا وأطفالنا , لا نعرف ماذا يريدون, لقد قتلوا شبابنا واغتصبوا نساءنا واستولوا على ممتلكاتنا وأموالنا وحرقوا المؤسسات في بلداننا , إنهم ينفذون سياسات خارجية في بلدنا، و ننتظر دخول الجيش العربي السوري ليخلصنا من الأفعال الشريرة لهؤلاء .
وقال آخرون: لقد فقدنا الأمن والأمان عندما سيطرت المجموعات الإ*رها*بية المسلحة على جميع مقومات الحياة لدينا , و نرغب بوجود الجيش العربي السوري بيننا ليعزز الأمن والأمان ويعيد إلى حياتنا حيويتها من جديد.
وتأتي مناشدات سكان محافظة إدلب ومطالباتهم بدخول الجيش العربي السوري لتخليصهم من الإ*رها*بيين بعد الانقلاب الحاصل في حياة المجموعات الإ*رها*بية المتمثّل في الاقتتال مع بعضها بعضاً على مناطق النفوذ.
واليوم هناك مئات القرى والبلدات في ريف محافظة إدلب يحنّ سكانها الصابرون لأيام الدولة , أيام كانت المدارس مفتوحة الأبواب يتلقى فيها التلاميذ شتى أنواع العلوم مجاناً. أيام كان الأمن والاستقرار العلامة المميزة لعموم مناطق المحافظة , وكانت فيها الدولة هي المسؤولة عن المواطن , أما اليوم فهناك عصا*بات مسلحة ترهب الناس وتجلدهم وترجمهم في خرق واضح لحقوق الإنسان. لقد شلت الحياة على أرض المحافظة التي كانت في يوم ما خضراء بامتياز وأجبروا وأكرهوا سكانها على اتباعهم.