تكريم 400 عائلة من ذوي الشهداء في حلب
رحاب الإبراهيم
رغم أحوالهم المعيشية الصعبة تحضر على ألسنة ذوي الشهداء دوماً كلمات تدلل على قناعتهم ورضاهم بقدر آبائهم أن يكونوا شهداء في سبيل الوطن والذود عنه مع أن أبناءهم الشهداء قد يكونوا المعيلين الوحيدين لهم، ما يجعلهم يطالبون بكل كبرياء وعزة نفس دوماً بمزيد من الاهتمام والرعاية لذوي الشهداء وليس الاقتصار فقط على التكريم سواء أكان ماديا أم معنوياً.
هذا الواقع أشارت إليه أمينة العلي أم لثلاثة شهداء، إضافة إلى زوجها، أثناء تكريمها في حفل نظمته محافظة حلب لتكريم 400 أسرة من ذوي الشهداء بالتعاون مع مديرية شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين، حيث أكدت ضرورة الاهتمام بذوي الشهداء ومد يد المساعدة لأمهاتهم اللواتي فقدن أولادهن للدفاع عن وحدة البلاد وترابها، حيث تؤكد أنه بعد استشهاد أولادها وزوجها لم يعد هناك معيل لأسرتها، واليوم الوضع المعيشي صعب جداً ولا نقدر على تحمل ضغوطات الحياة، معتبرة أن هذا التكريم يعد نوعاً من الاهتمام بذوي الشهداء لكنه لا يكفي في ظل هذا الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة اليومية.
توافقها الرأي أم الشهداء الثلاثة فطوم دعبول، التي اعتبرت أن التكريم فخر وشرف لأسرتها، التي تعد أحوالها ككل أسر الشهداء الفقراء، مطالبة بنفس عزيزة مع حضور كلمة “الحمد الله” على لسانها، بتوجيه الاهتمام صوب ذوي الشهداء ومساعدتهم لتحسين ظروفهم حتى لا يقعوا تحت رحمة حاجة الناس.
وتحدثت السيدة هالة الإبراهيم البرهو على أن التكريم يعد تكريماً رمزياً لذوي الشهداء للتأكيد على اهتمام الدولة بشهدائها، لكن يفترض منح مزيد من الدعم والاهتمام لهم ومعرفة أحوالهم بصورة مستمرة، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى النزوح من ريف إدلب بعد سيطرة الإرهابيين على بيتهم وأرضهم، واليوم تسكن بالإيجار وتدفع مبالغ كبيرة لأجل السكن، فكيف بتكاليف المعيشة المرهقة، لافتة إلى أنها اضطرت إلى إجراء عمل جراحي في أحد المشافي العامة من دون تقديم أي معونة لها ومراعاة أنها أم لشهيد، وهذا الحال ينطبق على كل شؤون الحياة، وهذا يفترض ألا يحدث وخاصة أن الدولة تراعي الشهداء وشؤونهم.
محافظ حلب حسين دياب أكد اهتمام الدولة بشهدائها وأسرهم، فالشهداء ضحوا بحياتهم كي يبقى الوطن قوياً وعزيزاً، ما يتوجب منح أهله كل الدعم والرعاية تقديراً لدورهم النبيل في تكريس مفاهيم الصبر والتضحية والوفاء.
واعتبر دياب أن تكريم اليوم لعدد من ذوي الشهداء جاء كمبادرة رمزية تقديراً وعرفانا لقيمة الشهداء وذويهم، فما قدموه من تضحيات لا يوازيه أي تكريم.
ت.صهيب عمراية