مشاهد تعبيرية بلغة موسيقية ضمن احتفالية روسية في سورية

بارعة جمعة

أزياء ملفتة للنظر، مبهجة الألوان، تبعث في النفس الطمأنينة والراحة، تأخذك بعيداً لعالم خاص مرتبطٍ بطبقات متنوعة، هذا التنوع الذي عكس أصالة وحضارة الشعوب القاطنة في تلك البلاد، التي آثرت أن تأتي بكل معاني الحب والرقي المتجسدة بتراث مناطق متعددة من روسيا، فجاؤوا حاملين معهم أصالة التراث المتمثل بألحان عذبة وموسيقى عكست التصورات عن ذلك الشعب العريق المحب والمفعم بالطاقة والحيوية.

وبين الغناء الأوبرالي والرقصات الشعبية تمايزت تلك الألحان، والتي لم تخلُ من مشاهد تعبيرية ومنازلات بالسيوف التي التقت على محبة شعبين لم يكن لحدود السماء والأرض عائق لالتقائهما، فكانت احتفالية فرقتي “رازودليا” من محافظة “فلاديمير”، و”ليوبو ميلا” من موسكو، ضمن أمسية أقامتها إدارة الشؤون الرئاسية ووزارة الدفاع في الاتحاد الروسي وبالتعاون مع وزارة الثقافة في سورية على مسرح “دار الأوبرا” خير دليل وشاهد على عمق المحبة المتأصلة بالجذور والتراث لكلا البلدين.

وأمام هذه اللوحات الغنائية والراقصة تجد جمهور “دار الأوبرا” الذي جمع شخصيات بارزة ومهمة من كلا البلدين، مشاركاً هذه الألحان بهجتها ومتفاعلاً معها بالتصفيق الحار تارةً، والرقص مع أنغامها تارة أخرى، حتى أنه لم يكتف بتلك الأجزاء من الساعة لإتمام فرحته، مطالباً بلقاء جديد وموعد آخر مع الفرح.

بينما تصادفك الجموع الغفيرة التي لاقت من الاحتفالية منبع أمل وتفاؤل لما فيها من روح التعاون والعمل المشترك الذي مثل حالة البلدين لسنوات طويلة، كانت هي العلامة الفارقة في التاريخ المعاصر، والذي سيكتب ويعاد في الأيام القادمة.

كما حملت الأمسية في طياتها تنوعاً في طرق الأداء بين الغناء الأوبرالي الهادئ الذي يأخذك لعالم آخر، والرقصات الشعبية التي سلبت أنظار الجمهور لمتعة لامتناهية، بحركات رقص مثيرة ومتقنة ومدروسة بعناية، تختلف عما يعرفه أو يشاهده في تراثه، لنجد بأن لهذا اليوم خصوصية مميزة لدى الحضور، نقل من خلالها حضارات وثقافات ترسخت في أذهان من شهدها، لتكون عنوانه في كل مرة يقصد ذلك المكان..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار