الدخول في شراكات استراتيجية مع شركات عملاقة من البلدان الصديقة

مركزان الخليل:

الخبير الاقتصادي الدكتور عدنان صلاح إسماعيل، في حديثه لـ «تشرين» أكد أن سورية تخوض عملية إعادة الإعمار في أصعب الظروف الاقتصادية والميدانية حيث أن الخسائر تقدر بمئات مليارات الدولار، مع ضعف إمكانية الاعتماد على البلدان العربية الميسورة اقتصادياً في ظل الضغوط والحصار والعقوبات الجائرة الظالمة، وعلى رأسها قانون قيصر.

وأوضح إسماعيل: إذا أردنا أن نخوض في جوهر عملية إعادة الإعمار نجد أن العملية تقسم إلى الجزئيات الآتية:

– إعادة إعمار المناطق السكنية.

– إعادة تجهيز البنية التحتية من طرق وجسور ومطارات.

– إعادة الخدمات الأساسية من صرف صحي وكهرباء ومياه.

– إعادة المناطق الصناعية وتشغيل معامل القطاعين العام والخاص.

وفي هذا المجال كان السيد الرئيس بشار الأسد واضحاً في موضوع إعادة الإعمار خلال لقاءاته الصحفية وآخرها مع التلفزيون الروسي منذ أيام لجهة الضغوطات التي تتعرض لها الشركات التي تبدي رغبتها بالدخول في عملية إعادة الإعمار، وهذا بدوره ينعكس بشكل كبير في إبطاء عملية إعادة الإعمار.

وبالتالي العملية بقدر ما هي معقدة، هي بسيطة وأشبه بنواعير المياه، تحتاج الدفقة الأولى وبعدها تحرك المياه الراكدة ضمن منظومة مغلقة.

السيد الرئيس أشار إلى أن الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية لا تسمح بإعادة الإعمار بمفهومه الواسع، وأعتقد قد يكون من مصلحة سورية عدم المغامرة بمشروع ضخم كي لا نقع ضحية براثن الشركات والبنوك الدولية أسوة بتجربة إعمار لبنان الماثلة نتائجها الكارثية أمامنا.

وبرأي الخبير الاقتصادي اسماعيل فإن الحل الأمثل حالياً الدخول بشراكات استراتيجية مع شركات عملاقة من البلدان الصديقة مثلاً مؤسسة الإسكان العسكري مع شركات بناء ضخمة إيرانية أو روسية أو صينية تتعهد ببناء مدن متكاملة ويتم منح الجانب الصديق حق استثمار جزء من المشروع وهنا نكون حققنا فوائد متعددة: إعادة تشغيل المؤسسات الوطنية بأقصى طاقة ممكنة، وخلق فرص عمل لكل القطاعات لتأمين احتياجات الشركات العاملة، وعدم الانجرار وراء لعبة سعر الصرف وشروط المؤسسات النقدية الدولية، والحفاظ على حرية القرار الاقتصادي الذي تخطّى كل الصعاب دون الخضوع للضغوط.

هذه العملية إذا ما ترافقت مع عودة المدن الصناعية والإقلاع بعجلة الإنتاج الصناعي بشكل تدريجي مدروس يمكن أن تقود إلى إزالة آثار الحرب الاقتصادية بلا أعباء ضمن مدى زمني مقبول.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار