حمص مُترْجِمَة!
تُعرف حمص عادة بمدينة الشعر، رغم أنها مقولة غير دقيقة، فهي من جهة، مقولة تحتكر فن الشعر لها من بقية المحافظات، ومن جهة أخرى تُقصي بقية الفنون، فلحمص من ينافسها أيضاً كمدينتي سَلَمْيَة وعامودا، ولذلك للدقة علينا القول حمص مدينةُ شعرٍ، لكثرة ما أنجبت شعراء منذ عهد الشاعر العباسي ديك الجن مروراً بشعراء المهجر وجيل الحداثة الشعرية حتى آخر شاعرة وشاعر أصدرا مؤخراً ديوانهما الأول. لكنها أيضاً مدينة فنون أخرى كالمسرح ، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً، فهي أول مدينة سورية عرفت المسرح وفق كتاب المسرحي فرحان بلبل “مئة عام من المسرح السوري”، الصادر عن منشورات المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وإن كان المسرح فيها قد توقف فترة، فعرفته دمشق وتطور فيها وشهدت ريادة المسرحي”أبو خليل القباني”، والذين جاؤوا من بعده، كتجربة المسرحي والقاص مراد السباعي الرائدة في حمص، كما أنجبت حمص أدباء كثراً كتبوا للطفل، مسرحاً وشعراً وقصة، سواء أخلصوا لهذا الفن أم مارسوه إلى جانب أجناس أدبية أخرى، منذ رائده الأول رضا صافي، وكذلك أنجبت العديد من الموسيقيين في التلحين والعزف والغناء، وذكر أسماء المتميزين في الفنون السالفة عصيّ على الحصر، لكننا على الأغلب ننسى فناً مهماً من الإبداع ألا وهو الترجمة رغم حضور عَلَمْها الأول في ذاكرتنا جميعاً الأديب الراحل د.سامي الدروبي، ومروراً بالأدباء الراحلين: عبد المعين الملوحي، خالد حداد (من اللاذقية كان مقيماً في حمص) د.شاكر مطلق، د.ميشيل واكيم، عبود كاسوحة، عبد الرزاق العلي، وفاء طقوز، دعد طويل قنواتي، والأحياء: د.فؤاد مرعي (من حمص يقيم في حلب)، حنا عبود، فراس السواح، د.نزار عيون السود، د.غياث الموصلي، محمد الدنيا، ضيف الله مراد، د.قصي أتاسي، زياد خاشوق، د.سعد الدين خرفان، محمد الموحد، ندى الأزهري، د.فؤاد عبد المطلب، حسين سنبلي، سهيلة اسماعيل، ابتسام نصر الصالح، معاني صالح، د.عادل داوود، وربما ثمة أسماء غير التي ذكرناها، ترجماتها في مجالات علمية واقتصادية، فباستثناء د.خرفان الذي كانت ترجماته في المجال العلمي، في حين تنوعت في أكثر من مجال، ترجمات أغلب الأسماء السابق ذكرها، كانت في الأدب، والفكر، والفلسفة، وأدب الطفل، والسينما، والعلم، وهي ترجمات من لغات عدة كالروسية والفرنسية والألمانية والإنجليزية والتشيكية واليوغسلافية، ومن آداب عدة، وإن كانت من لغات وسيطة، فحمص مدينة مُتَرْجِمة بامتياز.