في بيتها الريفي «جدوعة» تُحيي أزمنتها الجميلة
حماة- مختار سلهب
عاد الحنين إلى الماضي عنوان ألق من جديد عبر ترابط التراث المادي مع التراث اللامادي في احتفالية شعبية أهلية غمرها الشعر والزجل وتناقلت بين كلماتها تعابير الغزل وفاح من عبيرها الوجد والأمل وارتسمت على وجنات الحضور البساطة وشعشعت نظرات المقل.
وفي البيت الريفي بقرية جدوعة التابعة لمنطقة سلمية في محافظة حماة بادرت يوم أمس السبت رئيسة المركز الثقافي في بلدة المبعوجة بالتعاون مع الوحدات الإدارية في قرى المبعوجة وعقارب وجدوعة والمجتمع الأهلي في القرى المتجاورة وتعزيزاً لروابط المحبة والألفة إلى إقامة احتفالية شعرية غنائية زجلية تمازج فيها التراث المادي وهو الموقع المتمثل بالبيت الريفي الذي تعاضد مجتمع بلدة جدوعة المحلي على تشييده قبل بضع سنوات لإقامة الأنشطة الاجتماعية وتخديم القرية بشغل جزء منه كروضة للصغار بهدف التربية على العادات القديمة والتقاليد الأصيلة.
وكان للتراث اللامادي حضوره الآسر بكلمات الشعر الرقيقة التي تلامس شغاف القلوب وهي تتحدث عن المنجل والحصادين وأغانٍ وأهازيج ارتبطت بالموسم الزراعي على اختلاف أنواعه والغزل العذري والبساطة وعادات الحب والعشق القروي العفوي، وغيرها من خلال زجليات قدمها الشاعران حيدر المربط وسهير المصطفى وغنى محمد سيفو من كلمات محمد شاهين قصيدة تمجد القرية وفلاحها والجباه السمر والزنود القوية للمرأة المكافحة في الحقل و العاشقة في بيتها لزوجها وأسرتها وحبيبها.
ومجدت الشاعرتان فاطمة غيبور وسناء الأحمد حياة الإنسان الريفي الشجاع الذكي والمبدع بأشعارهما وحضرت الضيافة العربية من حلوى السيالات الشعبية بالسمن والسكر وهريسة القمح المطبوخ باللحم والقهوة العربية المرة والمعجنات التراثية من الفطائر المحمرة والزعتر عربون حب وذكرى أعادت رونق الحياة من جديد للأجيال التي لا تتذكر الكثير عنها وربما لم تعاصر من عمل بها، وفي زاوية البيت الريفي يقبع التنور الذي ينتظر إحداهن لتوقد ناره وتفوح رائحة الخبز الشهية لتعانق عطر الحوارة المنقوعة بالماء كرائحة أو هطل للمطر تباشير خير وموسم عطاء جديد.