أزمة الغذاء العالمية والأرباح والحروب الأمريكية وروسيا؟!.
أ.د: حيان احمد سلمان
يعيش العالم الآن تداعيات أزمة غذائية كبيرة وهي
(قديمة جديدة) ومرتبطة بمظاهر الاستقطاب الغربي وسيطرته على الاقتصاد العالمي وتسخيره لمصلحة الاقتصاد الأمريكي والأوروبي ، ولكن الأدبيات الاقتصادية الغربية تركز على أن الأزمة الغذائية بدأت بعد الحرب
(الروسية – الأوكرانية الناتوية) التي بدأت بتاريخ 24/2/2022 ؟!، ونحن لا نقلل من ذلك التأثير لكن الموضوع يتطلب تحليلاً واقعياً علمياً انطلاقاً من أن هذه الأزمة متحركة ولذلك يجب دراستها من ذاتها وربط السبب بالنتيجة أو ( العلة بالمعلول ) كما قال الفيلسوف الفقيه (العماد أبو الحسن أحمد بن جابر بن جبلة بن أبي العريض الغساني ) منذ أكثر من ثمانية /8/ قرون وهو فيلسوف الفقهاء وفقيه الفلاسفة حيث قال: (وكلّ متحرك إذا بلغ غايته سكن ) فهل حققت الدول الغربية أهدافها من الأزمات السابقة والتي حركتها باختيارها ؟!
أشكّ بذلك وهي ستستمرّ بتوليد الأزمات مستقبلاً ونقل العالم من أزمة لأخرى لتحقيق مصالحها الذاتية المتجسدة في تسويق منتجاتها وبربحية أعلى ، ولم يعد العالم يقتنع بالتضليل الاقتصادي الغربي بل أصبح خبراء الاقتصاد العالميون يعرفون أن سبب كل الأزمات الاقتصادية العالمية مرتبط بالإجراءات الاقتصادية الغربية ومحاولة زيادة الربح والربحية في السوق العالمية لبنوكها المركزية على حساب تجويع الآخرين وخاصة في الدول الفقيرة ،وسأعتمد بعض الأدلة لفضح البيانات الغربية وخاصة تلك التي ذكرها المسؤلون الغربيون في مؤتمر ( دافوس الاقتصادي العالمي ) بمؤتمره السنوي من تاريخ 22/5 ولغاية 26/5/2022 وبمشاركة أكثر من /50/ دولة و 2500/ شخصية دولية ومنهم [ الأمانة العامة للأمم المتحدة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والأمين العام لحلف الشمال الأطلسي ]وغيرهم ، وحملوا روسيا مسؤولية الأزمة الغذائية الحالية للإيحاء للعالم كله أن معاناته من روسيا، ولكن بالأدلة والأرقام التي سأذكرها وهي على سبيل المثال وليس الحصر يتبين مدى ( التضليل والانتهازية ) الناتوية في ذلك ومنها [ أن سيطرة الدولار والإجراءات الأمريكية وتابعيها الدول الأوروبية هي وراء كل الأزمات العالمية ومنها أزمات سنوات ( 1929 أزمة الكساد الكبير وأزمة ستينات القرن الماضي وأزمة سنوات /2006/ و/2008/ و2011/ و/2016/ و2018 / وغيرها ، ومن جهة ثانية قامت دول الناتو سنة /2016/ أي قبل الحرب الأوكرانية ب/6/ سنوات بتأسيس (الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية ) من قبل (الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي وغيرها ) بهدف الحد من تداعيات الأزمات الغذائية وأكدت في تقريرها أن /193/ مليون شخص موزعين من /53/ دولة يعانون من الجوع وأنه في سنة /2021 / زاد عدد الجياع /40/ مليون عن سنة /2020/ ؟!، ومنهم /570/ ألف في ( إثيوبيا وجنوب مدغشقر وجنوب السودان واليمن) ؟!.
كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة السيد ( أنطوني غوتيريس ) سنة /2020/ بأن كوكب الأرض يتعرض لمخاطر كثيرة وسببها هو الإساءة للبيئة وكوكب الأرض ومعروف علمياً أن أمريكا تطلق من الانبعاثات السامة على مستوى العالم وخاصة ثاني أكسيد الكربون Co2 بحدود /15%/ وانسحبت في أيام ( ترامب ) من قمة ( المناخ )؟
وهل نسي العالم كيف ألقت أمريكا القمح في المحيط الأطلسي وفي أستراليا قتلت الإبل في الصحاري الأسترالية بحجة كاذبة وهي حماية البيئة لكن تبين لاحقاً أن الهدف هو خلق فجوة غذائية بين العرض الكلي من السلع الغذائية والطلب العالمية وتالياً زيادة الأسعار العالمية وتحقيق المزيد من الأرباح والربحية ، وكان بإمكان الدولتين أن تسوق هذين المنتجين الهامين بأسعار توازنية معقولة أو تقدمها مساعدات للدول الفقيرة ؟!، ورغم هذا تستمر أمريكا وحليفاتها بفرض إرهابها الاقتصادي على كل من يخالفهما وكما أكدت وكالة
(بلومبيرغ ) أن (العقوبات على روسيا لم تحقق أهدافها بل سببت صعوبات على مستوى العالم) وكتأكيد لذلك أن روسيا وافقت على تصدير القمح الأوكراني لكن أمريكا تريد شراءه مقابل أسلحة أمريكية بهدف إطالة الحرب والاستثمار بها ؟!
ويذكرني ( حبّ أمريكا لأوكرانيا ) كما قال ( جلال الدين الرومي ) حيث قال:[ قلتّ أشتهي وصلك قال: ثمن الوصال ما هو إلا روحك فهتف قلبي: ربح البيع إذن !] فالربح هو الغاية الأمريكية من كل الحروب ، وبلغة الأرقام فإن أمريكا تعد من أكبر الدول الخمس المصدرة للقمح (روسيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وأوكرانيا) وكل هذه الدول تتضامن مع أمريكا ضد روسيا وهي تصدر بحدود /64%/ من صادرات القمح العالمية، ومن جهة أخرى فإن أمريكا وحدها تصدر من الذرة ما نسبته /35%/ وروسيا تصدر/15/ مليون طن بنسبة /1،5%/ ، والقمح والذرة لهما الوزن النوعي في الوجبات الغذائية لأغلب دول العالم الثالث ، وهنا نسأل بل نتساءل من يقف
وراء أزمة الغذاء العالمية ؟!
الأدلة السابقة وهي من مصادر غربية تؤكد كذب الإدعاءات الغربية وأن الأزمة مصطنعة من قبل دول الناتو وليست من قبل روسيا .