محمد جاسم:
يواصل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان منذ عدة أسابيع حملته المسعورة لشن عدوان جديد على الأراضي السورية، بهدف تحقيق هوسه بإنشاء ما يسمى”منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومتراً ، وهي أسطوانة يكررها
منذ سنوات من دون أن يحصل على الدعم الكافي لها من اطراف العدوان الأخرى ، وهو لم يحدد موعداً لعدوانه الجديد تاركاً الأمور إلى الحسابات السياسية والصفقات التي يحلم بها لتنفيذ مخططاته التوسعية في سورية .
نظام أردوغان الذي تعد بلاده إحدى الدول الضامنة لعملية أستانا إلى جانب إيران وروسيا ،يتجاهل الأتفاقات الدولية ولم يلتزم بمخرجات مسار أستانا التي تؤكد منذ انطلاق تلك الاجتماعات عام 2017 على وحدة
الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها ، بل احتل أجزاء واسعة من الشمال السوري ونهب خيراتها، وهو الآن يرى أن هناك فرصة سانحة لقضم أجزاء أخرى من الأراضي السورية، وضمها
إلى ما يسميه “المنطقة الآمنة ” المزعومة التي يخطط لها ربما لحفظ ماء وجهه ولرفع شعبيته بين الأتراك ، خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وفي هذه الأثناء تمضي ميليشيا
“قسد ” العميلة للاحتلال الأمريكي في ممارساتها الاستفزازية و الاعتداءات والمضايقات
اليومية التي تقوم بها تلك الميليشيا ضد المواطنين المدنيين في مناطق سكنهم في الحسكة وأريافها والرقة وأريافها وتعكير صفو حياتهم، إضافة إلى قيامها بالتنسيق مع قوات الاحتلال الأمريكي بسرقة ونهب النفط السوري، وحماية قوافل الاحتلال الداخلة والخارجة وكذلك حراسة حقول النفط والغاز لمصلحة الأمريكيين.
سورية لن تقبل باستمرار هذا الوضع وهي مصممة على إعادة الأمن والأمان والاستقرار الى ربوع الجزيرة كاملة ودحر العملاء وطرد الإرهابيين والمحتلين بكل أشكالهم منها
ولتعود سيادة الدولة إليها، وتعود سورية
موحدة بجميع محافظاتها ومناطقها ،كما كانت لوحة فسيفساء جميلة باهية بأهلها وشعبها وجيشها .
وفي هذا الإطار، ورداً على محاولات النظام التركي الاعتداء مجدداً على الأراضي السورية، أكدت سورية أن ما يقوم به النظام التركي لإنشاء ما يسمى “منطقة آمنة” هو عمل عدواني استعماري تسعى من خلاله حكومة أردوغان إلى إنشاء بؤرة متفجرة داخل سورية والاستمرار في رعاية وتسليح
وتشغيل تنظيمات إرهابية مسلحة لاستخدامها ضد الشعب السوري، لافتة إلى أن أي إجراءات يمارسها هذا النظام على الأراضي السورية هي أفعال غير شرعية وملغاة ولا ترتب أي أثر
قانوني أو واقعي بل ترقى إلى
توصيفها بجرائم حرب وجرائم
ضد الإنسانية.