صناعة مواقع التواصل أرباح مجزية أو الخروج من السوق؟!
تشرين رصد:
يعد تطبيق فيسبوك منصة التواصل الاجتماعي ذات الأعلى عائدا على الاستثمار ROI بنسبة 21 في المائة، وفقا لجهات التسويق العالمية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، بينما احتل تطبيق إنستجرام المرتبة الثانية بنسبة 18 في المائة من المشاركين، يليه تطبيق لينكدإن Linkedin بنسبة 14 في المائة، واحتل تيك توك المرتبة الرابعة بنسبة 12 في المائة، بينما احتل موقع يوتيوب المرتبة الخامسة بنسبة 11 في المائة.
وتعتمد وسائل التواصل الاجتماعي بصورة أساسية على الإعلانات أو المتاجر الرقمية بها وأخذ عمولة مجزية، ولا يوجد أي شك أن “فيسبوك” يعد من بين وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة والأكبر قدرا من حيث عائدات الإعلانات، حيث وصلت إلى 48.5 مليار دولار عام 2021. بينما جاء تطبيق إنستجرام، وهي منصة مملوكة أيضا لتطبيق فيسبوك نفسه أو شركة ميتافيرس التي حققت عائدات تقدر بنحو 25.05 مليار دولار. وليس كل تطبيق ينشأ في صناعة التواصل الاجتماعي يكون نجاحه مضمونا أو حصوله على عوائد مجزية.
وبينما نتذكر نجاحات “فيسبوك” و”تيك توك” وغيرهما، فقد نتذكر أيضا إخفاقات بعض شبكات التواصل الاجتماعي التي ماتت وخرجت من السوق نهائيا. على سبيل المثال، تطبيق فاين Vine الذي تم إطلاقه عام 2013، وكان التطبيق يستخدم ملفات الفيديو بصورة شائعة، حيث ينشئ المستخدمون مقاطع فيديو مدتها ست ثوان فقط. وسيطر “فاين” على شبكات التواصل الاجتماعي من 2013 إلى 2016، بيد أنه مني بالفشل الذريع في النهاية، حيث لم يستطع مواكبة الشبكات المتنامية الأخرى التي دافعت عن الفيديوهات، مثل إنستجرام، وأطالت مدة الفيديو، ثم أوقف تطبيق فاين فعليا عن العمل في تشرين الأول (أكتوبر) 2016. وقس على ذلك تطبيقات ميتة أخرى، مثل: ماي سبيس MySpace وفريندستير Friendster وأوركت Orkut وغيرها.
من الملاحظ أن الشبكات الاجتماعية وشبكات مشاركة الوسائط استحوذت على صناعة التواصل الاجتماعي سواء من حيث عدد النشطين شهريا أو حجم الاستثمار، وأن أغلب شركات التواصل الاجتماعي المشهورة بكل أشكالها وأصنافها هي أمريكية المنشأ، وتحديدا في الولاية الذهبية أو ولاية كاليفورنيا. ولا يزال تطبيق فيسبوك يتربع في القمة ولو أنه مني بعدد من الخسائر أخيرا، ويعتقد أن فكرة التحول تدريجيا إلى ميتافيرس ومبدأ العالم الافتراضي هي من أجل تغطية هذه الخسائر، أو المضي نحو الاستحواذ بصورة أكبر على العملاء، وبالتالي رفع معدل العائد على الاستثمار. بينما أكبر التغييرات الحالية هي ظهور “تيك توك” وفكرة محتوى الفيديو القصير، ستصبح الصفحات الاجتماعية أكثر ملاءمة لتمكين العملاء من الاستجابة مباشرة دون التسبب في ضرر محتمل للعلامة التجارية.
وفي حين أن إنشاء الوسائط ومشاركتها سيكون سهلا مع انتشار التقنية القابلة للارتداء مع الإنسان، سيتطلب أن تصبح الشركات أكثر ذكاء وقدرة بشأن كيفية استخدامها للتواصل الاجتماعي. ومن المقدر أن تحقق سوق التواصل الاجتماعي أقصى نمو بمعدل نمو سنوي عال مدعوما بالنمو المتسارع في عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة التركيز على التسويق المستهدف والذكاء التنافسي. ختاما، إن صناعة التواصل الاجتماعي مليئة بالمفاجآت التقنية لأنها ترتكز على مفهوم المنصات الرقمية التي تتعامل مع الجمهور مباشرة، وصناعة المحتوى، وإبراز الأدوات اللازمة لتمكين المنصة الرقمية من العمل والتفاعل، في ظل السباق المحتدم مع بقية المنصات الرقمية الأخرى.
ولا نعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي ستتلاشى، بل ستتطور أيضا في المستقبل لأنها وسيلة تواصل للجمهور، مثل الراديو أو التلفزيون التي ستستمر في حياتنا، بكل تأكيد، أعواما مقبلة.