ينتظر أهل حلب بفارغ الصبر، تشغيل عنفة المجموعة الأولى في المحطة الحرارية، التي يأمل أن توضع في الخدمة خلال الأيام القليلة القادمة حسبما أعلن المسؤولون، مُمنِّين النفس بأن تكون حصة العاصمة الاقتصادية الأكبر من الكهرباء المولدة، للخلاص من كابوس الأمبيرات المرهقة عند تقليص ساعات التقنين القاسية المستمرة منذ أعوام.
يتحكم تجار الأمبير في المعيشة اليومية وحركت الصناعة والتجارة جراء الفاتورة المرتفعة التي تدفع شهرياً، حيث يدفع أهالي حلب 35 مليار ليرة تقريباً لأصحاب المولدات التي يقدر عددها بـ1300 مولدة، وبالتالي يرجِّح خبراء أن التكلفة الإجمالية للمبالغ المدفوعة منذ السماح بتشغيل الأمبير وحتى الآن، كانت تكفي لإنشاء محطات كهرباء جديدة قادرة على تنشيط عجلة الصناعة وتحريك الأسواق الراكدة، ما يحقق فائدة جماعية على الخزينة وجميع المواطنين كافة وليس حلب فقط، بدل إفادة أشخاص “قلة” خدمة لمصالح شخصية، لتدفع النسبة الأعظم من المواطنين الثمن عبر زيادة معدلات الغلاء الذي يتفاقم يومياً بسبب زيادة الضغوط على حلب وصناعتها وتكبيلها بعراقيل وصعوبات جمة، وتحديداً لجهة حرمانها من الكهرباء عصب الصناعة الأساس، فهل يعقل أن تكون حصة حلب أمّ الصناعة المحلية الأقل بين المحافظات، ولماذا لم يبادروا إلى إنشاء محطة توليد لتشغيل المعامل منذ تحرير المدينة بالتشارك مع أهل الصناعة والمال بدل الاعتماد على الأمبير، فمن الناحية الاقتصادية محطات التوليد أكثر جدوى ونفعاً على المدى الطويل لجهة دعم اقتصادنا المنهك ورفد الخزينة بحصة وازنة من المال بدل تسريبها إلى جيوب تجار الأمبير، الذين يربحون أموالاً طائلة في ظل رفعهم التسعيرة حسب أهوائهم” كلما دق الكوز بالجرة.”
واليوم يرتفع منسوب التفاؤل عند أهل حلب بتقليل سطوة الأمبير على معيشتهم عند تشغيل عنفة المحطة الحرارية وسط تكتم وزارة الكهرباء على الموعد المنتظر، ويتوقع مع تشغيلها أن تشهد الصناعة في حلب تحسناً في دوران عجلتها وخاصة إذ ترافق ذلك مع إنشاء محطات توليد عبر الطاقة المتجددة، على أن يترافق ذلك مع دعم إضافي للعاصمة الاقتصادية بعيداً عن كليشات الاجتماعات والجولات، التي لن تحرك دولاب سيارة، فكيف بحركة إنتاج آلاف المعامل، التي أوصلت المنتج الوطني إلى العالمية سابقاً، وهذا الماضي لن يعود كما نطمح إلّا عند إزاحة الضغوط المتراكمة عن مدينة حلب وصناعتها بما يضمن طرح سلع تكفي حاجة السوق مع التصدير بكميات تنعش حال الخزينة وتنقذ معيشتنا المرة.