الحضارات السورية تتجسد على جدران مدرسة
سناء هاشم:
وصفت بأنها «خلاصة لتاريخ العالم»، وعلى أرضها ولدت أروع الحضارات والابتكارات، وأبدع الإنسان المنجزات التي لا تزال ترفل البشرية في نعمائها حتى اليوم.. إنها سورية، موطن الإبداع والمبدعين، فكل يوم نشهد إبداعات وابتكارات جديدة… واليوم نشهد إبداعاً فنياً جديداً يتمثل بست لوحات نحتية تعود لحضارات مختلفة نفّذها الفنان التشكيلي وضاح سلامة برفقة بعض طلابه الخريجين من المعهد التقاني للفنون التطبيقية وكلية الفنون الجميلة، وبشكل طوعي، والذين لم يتأخروا لحظة في المشاركة بإنجاز هذا العمل النحتي.
«سورية مهد الحضارات» عمل نحتي نفّذ على جدران “مدرسة الشهيد جوزيف أبو زيدان” في صحنايا بريف دمشق، وكان بدعوة من الفنانة التشكيلية مديرة المدرسة نور رزق، حيث تم الاتفاق على الصيغة النهائية للعمل.. يعكس هذا الإبداع أهمية دمج العمل الفني بالعمل التطوعي, وخاصة في الأعمال التي تحكي قصة سورية وتاريخها الحضاري، إذ تم استخدام أكثر من خامة في العمل مع الحرص على الربط التاريخي بين الحضارات التي وثقتها اللوحات فكانت باقة من أهم النتاجات التي صنعها الإنسان السوري عبر التاريخ
كان الهدف من هذا العمل التطوعي إلغاء مشاهد التلوث البصري على الجدران من إعلانات ودعايات وملصقات لا تليق بالمشهد التعليمي، إلى جانب تجسيد بعض الحضارات السورية القديمة.
التشكيلي وضاح سلامة وفي حديث مع «تشرين» أكد أن المواضيع التي تناولها العمل النحتي «سورية مهد الحضارات» تجسّدت في نحت نافر للسفينة الفينيقية والفرقة الموسيقية قارعي الدفوف الآرامية، وكذلك المحاربون الآشوريون على العربة، إضافة إلى نحت يمثّل أقدم نوتة موسيقية كاملة على رقم طيني من حضارة أوغاريت وآخر لنحت الأسد المجنح الآرامي، إلى جانب نحت يجسد حارس معبد هانيبعل.
أربعون يوماً- يؤكد سلامة- و الفنانون التشكيليون يعملون بدافع حبهم وارتباطهم بوطنهم لنقل جزء من الحضارة السورية إلى الهواء الطلق على جدار مدرسة تعليمية كي تبقى معلومة للأجيال القادمة كي يتعرفوا على حضارات وطنهم ولماذا سميت «سورية مهد الحضارات».. ولفت سلامة إلى انطباعات الجمهور أثناء تنفيذ العمل وقال: كان الجمهور يتابع مراحل العمل خطوة بخطوة حتى انتهاء العمل، “رأيتهم في قمة المتعة بعد تنفيذ المراحل الأخيرة، وكانوا يحدثوننا عن اهتمامهم وعدم السماح لأحد بالعبث بالجدار وتشويهه”.
وأشار سلامة إلى أن أي عمل لابدّ من بعض الصعوبات, ولكن الإصرار وفكر التطوع يقوم بتذليل كل ما هو صعب”.