نذر كارثة اقتصادية وإنسانية هي الأسوأ.. فماذا نحن فاعلون؟
مركزان الخليل:
يرى الخبير الاقتصادي الدكتور عدنان إسماعيل في تصريحه ل”تشرين” أنه كل يوم يمر نقترب فيه أكثر لأزمة اقتصادية عالمية تفوق كل ما سبقها من أزمات ، حيث لا تزال أزمة 2008 العقارية ماثلة في الأذهان مع ما رافقها من انهيار للبنوك والمؤسسات العقارية، فالاقتصادات العالمية التي خرجت منهكة من جائحة كورونا وقعت في مصيدة الحرب الأوكرانية والإجراءات التي أجبرتها الولايات المتحدة على اتخاذها ضاربة بعرض الحائط المصالح الوطنية للدول الغربية مع بدء مختلف دول العالم مرحلة التعافي من تبعات انتشار وتفشي فيروس “كوفيد-19” على مدار العامين السابقين، وانعكست تأثيرات الحرب حتى الآن على مختلف دول وأقاليم العالم، فقد ساهمت في ارتفاع نسب التضخم بصفة عامة مع الارتفاع الكبير في الأسعار.
وأضاف إسماعيل: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار إلى أن الأزمة العالمية، وكشف الإجراءات التي قام بها البنك المركزي الأمريكي خلال جائحة كورونا من خلال طبع عشرات مليارات الدولارات بلا تغطية بشكل يتيح للولايات المتحدة تخفيف آثار الأزمة داخليا وتصديرها إلى الخارج عبر شراء الإنتاج العالمي من دون مقابل حقيقي اعتماداً على نفوذها العسكري والمالي وسيطرتها على حكومات كثبرة.
والسؤال أين نحن في سورية من الوضع الحالي؟
مالياً لا خوف من الانزلاق في أزمة المصارف الدولية لعدم التشبيك المالي معها.. المهم هو الوضع الغذائي والطاقة.
فالوضع الغذائي يتطلب شراء القمح من المزارعين حتى لو تم رفع سعره كثيراً واضطررنا للتمويل بالعجز مع تبني سياسة زراعية تشجع على تمويل المحاصيل مع تقديم كل أنواع الدعم غير المسبوق للمزارعين.
أما فيما يخص الطاقة فيجب أن تركز سياساتنا على ترشيد الاستهلاك وضمان الإمدادات من المصادر نفسها مع رفع مستوى التخزين الاستراتيجي وبذل كل الجهود التقنية والسياسية والعسكرية لعودة ضخ النفط السوري.
الوضع العالمي معقد جداً وينذر بكارثة اقتصادية وإنسانية هي الأسوأ في تاريخ البشرية وتتطلب إجراءات ترقى إلى مستوى الأزمة، والتي قد لا تروق للبعض في البداية، ولكن عدم الانزلاق في هذه الدوامة هو الأهم.