العطلة الصيفية فرصة لتحسين المهارات اللغوية
دينا عبد:
جاءت الإجازة الصيفية وبدأ الأبناء يضعون خطة صيفية خاصة بهم، فالعطلة طويلة وتالياً هناك أبناء لا يقرؤون وبذلك يفقدون مهارات كثيرة سبق واكتسبوها خلال العام الدراسي، كما أنهم يُسجلون تراجعاً في مَلَكة القراءة خصوصاً إذا كانوا طلاّباً في الصفوف الابتدائية.
رنا سعيد – مدرسة لغة عربية ترى أن الآباء يتحملون مسؤولية لتوفير فرص تعليمية لأبنائهم أثناء العطلة الصيفية، لأنها ضرورية لتعزيز مهارات أبنائهم وإبقائهم بالمستوى المطلوب بهدف تأهيلهم لمرحلة جديدة في الموسم الدراسي المقبل خاصة أنهم نجحوا إلى صف أعلى.
وتشير إلى أن قراءة القصص والكُتب تعد واحدة من هذه الفرص التي تثقل مهارات الأبناء وتزيد معلوماتهم بقواعد اللغة العربية؛ وهنا من المهم جداً تشجيع الطالب على اقتناء الكُتب وقراءتها خلال العطلة الصيفية.. لذلك يجب أولاً ترغيبه بالقراءة وعدم جعلها واجباً مفروضاً بالقوّة عليه، بل يجب أن نجعلها هدفاً مرتبطاً بالحوافز التي نُغري فيها التلميذ، أو جزءاً من إتمام الواجبات المدرسية الصيفية، التي قد تُعطى له ضمن المناهج الدراسية التربوية فنجعل من القراءة مُتعة بحدّ ذاتها.
العطلة الصيفة برأي مدرسة اللغة العربية ليست الوقت المناسب لإعادة تعليم التلميذ القراءة، بل يجب علينا كأهل ومدرسين أن نُقنع أبناءنا بأن الكتاب هو عبارة عن شخص يتحدّث إلينا، وأن المؤلف يُريد أن يوصل لنا رسالة ما، فالقراءة لمجرد الاستمتاع هي المصباح الذي يجب أن يقتدي به أبناؤنا فيما بعد.
وفي إجابتها عن الذي يُمكن للوالدين القيام به لتعزيز مهارات القراءة الصيفية لدى أبنائهم، وما السُبل التي تُحوّل القراءة لديهم إلى مُتعة عفوية؟ أجابت : توفير كتاب يتناسب والمستوى الفكري للطفل، والتمييز بين ما هو تعليمي وما يُمكن اعتباره مستقلا. ففي المدرسة يتم تدريس الطفل كتابا يتناسب مع مستواه التعليمي وعمره الزمني، أما الكتاب المستقلّ فهو ما يمكن اعتباره سهل القراءة ويسير الفهم على الطفل حيث يقرأه ويفهمه بنسبة تتجاوز 95% وهذا هو الأنسب.
وتنصح مدرسة اللغة العربية الأهل بجعل القراءة جزءاً من الروتين اليومي لأبنائهم. فقد أظهرت بعض الأبحاث أنه من الممكن تجنب الأهل خسارة أبنائهم مهارات القراءة، إذا تمكنّوا من قراءة ما لا يقلّ عن 6 قصص خلال فصل الصيف، وعلى الآباء القيام هنا بتحديد موعد يومي للقراءة (20-30 دقيقة)، ويمكن أن يكون ذلك في فترة الاستراحة؛ وتخصيص الأُسرة وقتاً لتقرأ مع أبنائها من خلال جلسات ظريفة لقراءة قصّة معينة، وبذلك تكون فرصة ذهبية لعرض المفردات والمفاهيم وتعليم الأبناء مصطلحات جديدة، وهي غالباً ما تكون بغاية الصعوبة على الأطفال، وهذه المصطلحات تكون جزءا من التراث الثقافي والاجتماعي ومساعدة أبنائنا على تطوير مهارات القراءة الجيدة وتطوير الذات. والأهم من ذلك إعطاء الفرصة لهم للإحساس بمتعة القراءة التي يُمكن أن تُكرّس في نفوسهم مدى الحياة.