بمقدمات تضليلية قام رئيس النظام التركي رجب أردوغان بالترويج لما يسميه “إعادة مليون مهجّر سوري” إلى الشمال السوري، ساهم هو وأعوانه ومرتزقته ومجرموه بتهجيرهم على مدار السنوات العشر الماضية من قراهم وبلداتهم ومدنهم بعد أن أشعل حرباً على سورية ، متوهماً أنه سيساهم في تشكيل «شرق أوسط جديد» ويكون ركناً أساسياً فيه على حدِّ قوله في بداية الحرب على سورية في العام 2011.
اليوم وبعد أكثر من عشر سنوات من الحرب على سورية بمشاركة رئيسية من المجرم أردوغان وأركان نظامه؛ يعود أردوغان إلى حلمه الاستعماري بضم أجزاء من سورية ، ولكن هذه المرة بطريقة استيطانية تتقاطع مع طريقة الكيان الصهيوني العنصري وذلك من خلال إحلال وتوطين جماعات إر*ها*بية ومرتزقة موالين له محلّ سكان المنطقة وأهلها.
أردوغان الممعن في الإجرام وسفك دماء السوريين لم يتورع قبل أيام عن الإعلان عن عزمه شن عدوان عسكري على الشمال السوري بحجة “إقامة منطقة آمنة ” تحت رعايته ووصايته ليوطن فيها مرتزقته في محاولة يائسة لتحقيق شيء من حلمه العثماني البائد.
قد يتوهم هذا المجرم الذي يجيد اللعب على الحبال واستغلال الآخرين من دون وازع من أخلاق أو ضمير، أن الوضع الدولي الراهن يسمح له بالتمدد واستباحة سيادة الدول وممتلكاتها، ولكنه لا يعلم أن هذا الأمر هو مجرد وهم جديد لا يختلف عن أوهامه السابقة بالصلاة في المسجد الأموي أو باحتلاله ركناً في “الشرق الأوسط الجديد” الذي توهمه هو وأسياده.
الشعب العربي السوري وقيادته السياسية وجيشه المدافع عن كل شبر من الأرض السورية لن يسمحوا لأردوغان ولا لمرتزقته ولا لداعميه ولا لأسياده بالبقاء على الأرض السورية أو الاستمرار في العدوان عليها طال الوقت أم قصر، وعلى هذا الطاغية أن يعلم أن العدوان والاحتلال مصيره الزوال، وأن الشعوب وعلى مدى التاريخ لم تقبل بأي غريب بين جنباتها ولا على أراضيها، وإن كان أردوغان لا يعي هذه الحقيقة فإنه لا يقرأ التاريخ جيداً.
هيثم صالح
36 المشاركات