دفء الأماكن

لم أكترث يوماً لرؤية مدن حديثة أكثر من السير في المدن القديمة ودروبها الضيقة، ولك أن تتصور ما كانت عليه الحياة قبل قرون غابرة وما آلت إليه بعد أن دخلت الحداثة البيوت، فأصبحت تفتقد دفء تلك الأيام ..
حمص القديمة بنيت بحجارة بازلتية سوداء وهي ليست كغيرها من المدن القديمة ولم يحافظ أهلها على طابعها العمراني الأصيل، وجلّ ما يمكن أن تراه اليوم مفردات متناثرة لبيوت قديمة لا تزال قائمة، أبى وارثوها إلّا الحفاظ عليها ولو كانت تحتها (كنوز سليمان) كما يخيل للبعض لمن غيّروا طبيعة بيوت أجدادهم فهدموها وبنوا على أطلالها بيوتاً قوامها الحديد والإسمنت، فغدت بلا روح ولا طيف جميل يمكن لأي عابر سبيل أن تختطف منه نظرة أو انتباهة.
كان يفترض منذ زمن بعيد دق ناقوس الخطر والتنادي إلى أن المدينة القديمة قيد الاندثار و يفترض أن يكون لها مكتب خاص مهمته الحفاظ على بيوتها على غرار (مكتب عنبر) في دمشق القديمة، حيث يعلم بكل شاردة وواردة تذهب وتجيء إلى البيوت التي أصبحت معلماً مميزاً .. ولذلك نجد دمشق الفيحاء لا تزال مقصداً سياحياً مهماً لكل زائر.
حمص الغنية بآثارها الجميلة بتفردها بين المدن السورية تحتاج اليوم رعاية خاصة، لكونها تعرضت للتخريب وعبث شذاذ الآفاق في زمن الحرب وبعض أبنيتها وأسوارها وأبوابها آيلة للسقوط و تحتاج عملاً دؤوباً حقيقياً على غرار ما قامت به منظمات دولية وأهلية، حين أعادت لأسواقها القديمة رونقها الجميل وبعض ألقها.
26 مبنىً أثرياً هو كل ما تبقى من حمص القديمة، تضم الكنائس الأثرية والمباني والبيوت يفترض الحفاظ عليها ما أمكن خاصة أن بعضها سوف يكون أثراً بعد حين إن نجح أصحابها في تغيير مواصفاتها!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار