إنتاج السويداء من الفواكه في قبضة “السماسرة”
طلال الكفيري:
خلو أرض المحافظة من منافذ تسويقية وأسواقٍ شعبية تستقطب إنتاج المزارعين من الأشجار المثمرة وخاصة “كرز- جارنك- مشمش- دراق” أبقاهم تحت رحمة “السماسرة” والتجار، الذين يَنشطون مع بداية الموسم بشكلٍ ملحوظ، بهدف شراء الإنتاج من الفلاحين بأسعار زهيدة، وتالياً طرحها في الأسواق بأسعار مرتفعة، والمتجول في أسواق بيع الفواكه بمدينة السويداء سيلحظ الارتفاع الكبير بالأسعار.
وقد أشار عدد من المتسوقين لـ”تشرين” إلى أن الفواكه باتت من المحظورات لدى أسر المحافظة من جراء أسعارها التي تفوق الميزانية المالية لها، فمثلاً سعر الكيلو الواحد من الكرز بلغ ١٠ آلاف ليرة والجارنك بـ١٢ ألف ليرة والمشمش بـ عشرة آلاف ليرة وكذلك الدراق، علماً أن هذه الفواكه هي من إنتاج مزارعي المحافظة.
والمتتبع لأسعار الفواكه عند الفلاحين سيدرك ما يحوق بهم من ظلمٍ بالأسعار.. عدد من المزارعين قالوا لـ”تشرين” إن مبيع الكيلو الواحد من الكرز والجارنك المشمش والدراق للتجار لا يزيد على أربعة آلاف ليرة، ليذهب هؤلاء إلى الأسواق وتالياً بيعها بأسعار خيالية غير مقدور عليها من الكثير من المواطنين، والسؤال الذي يطرحه المزارعون: هل من المعقول والمنطق أنَّ من يتعب ويشقى وترهقه تكاليف الإنتاج لا تتجاوز أرباحه بالكيلو الواحد ألف ليرة بينما تتجاوز أرباح “السماسرة” أربعة آلاف ليرة؟
المزارعون ولضمان بيع إنتاجهم بعيداً عن الابتزاز طالبوا بضرورة العمل بتوجيهات وزارة الإدارة المحلية والبيئة الصادرة منذ نحو عامين للمحافظات كافة متضمنة إحداث أسواق شعبية للبيع من المنتج إلى المستهلك، لأن هذه التوجيهات ما زالت في خبر كان على ساحة المحافظة.
رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس قال لـ” تشرين”: للأسف الشديد ما زالت أرض المحافظة خالية من منافذ تسويقية يستطيع من خلالها الفلاح بيع إنتاجه، فمعظم المزارعين يأتون بإنتاجهم إلى مدينة السويداء، الأمر الذي حوّل أرصفتها وشوارعها وخاصة عند الصباح إلى بازارات مفتوحة لشراء إنتاج الفلاحين من الأشجار المثمرة، ما يدفعهم للبيع بأسعار زهيدة لتجار السوق، الذين بدورهم يتحكمون بالأسعار.
بدوره رئيس دائرة الأسعار بمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء فتحي العبد قال لـ”تشرين”: الدائرة لم تقم لتاريخه بتسعير أي مادة من الفواكه، لأن أسعارها بالسوق ما زالت تتأرجح، والتسعير يعتمد على نشرة سوق هال مدينة دمشق وهذه النشرة لم تصدر لتاريخه.