لصوص يستغلون الضوابط غير الصارمة للعملات المشفرة”؟

يسرى المصري

رغم أن قلة من المستثمرين السوريين يخاطرون بمغامرة العملات المشفرة خارج الاطار المحلي الا أنه مايزال هذا الاستثمار الأعلى مخاطر والأكثر خسارة بسبب تحكم حيتان رأس المال بتسعير هذه العملات خارج الأطر المصرفية حيث لاتزال أسعار العملات الرقمية المشفرة تشهد تقلبات حادة، ويشهد سعرها اختلالات كبيرة في غضون دقائق معدودة بسبب دعوات من جهات غامضة على مواقع التواصل للاستثمار فيها.

تقلبات شديدة شهدتها مؤخراً أسعار العملات الرقمية المشفرة ومنها عملات غير معروفة فماذا يحدث ؟

يقول الخبير المصرفي أنس نغنغ : تشهد إحدى العملات المشفرة ارتفاعاً مفاجئاً في الأسعار قبل أن تنهار، إذ لا يتردد مضاربون في شن عمليات خاطفة لتضخيم قيمة هذه الأصول الرقمية المتقلبة للغاية وتحقيق مكاسب.
على سبيل المثال في منتصف أيار الماضي انتقل سعر عملة “مشفرة ” غير المعروفة في دقائق معدودة من 30 إلى 74 دولاراً مع حجم تعاملات مرتفع للغاية. وبعد ساعات قليلة تراجع سعرها كثيراً لتستقر على 27 دولاراً.
وتقف وراء هذه الحركة مجموعة عبر موقع تلغرام اختار عبرها مستثمرون عدة هدفهم قبل أن يتحركوا.
ويقول نغنغ : في أسواق المال هذا الأمر غير مشروع، لكن لصوصاً يستغلون الضوابط الأقل صرامة للعملات المشفرة”.

ومن أجل إعطاء زخم أكبر لتحركهم على صعيد “هذه “العملات ” استخدموا أيضاً شبكات التواصل الاجتماعي لحث آخرين على الاستثمار أيضاً.

وكتب شخص في تغريدة: “الحيتان يحصدون الكثير من +أم أل أن+ (اختصار انزايم في الأسواق). ويستحق الأمر عناء المحاولة”.وهنا تنتهي الدعوة المشبوهة على بعض الحسابات المزورة .

من جهتها حاولت الشركة التي تدير هذه العملة المشفرة تهدئة الوضع داعية إلى التنبه من “الحسابات المزيفة” التي تسعى إلى تضخيم قيمتها فجأة. لكن الأوان كان قد فات، إذ كان الكثير من المستثمرين قد تحركوا متبعين مساراً خطراً، حيث كانوا يشترون ومن ثم يبيعون بسرعة قبل أن تتراجع الأسعار وينضب الطلب.

الكل خسر !

ويلفت نغنغ : لكن الجميع خسر تقريباً لأن من المهم التحرك بسرعة فائقة. فعلى صعيد “انزايم “استمر ارتفاع السعر لدقائق معدودة، والوحيدون الذين لم يخسروا المال هم من يقف وراء هذه المبادرة”، بحسب ما قال خبراء في الاقتصاد.

ويوضح الخبير المصرفي نغنغ : في كل هذه التلاعبات الجميع على ثقة” بأنه سيستفيد من ارتفاع الأسعار.

والظاهرة ليس بمعزولة، فثمة مجموعات أخرى تروج لعملية مشابهة وإن غالبية هذه التحركات يطلقها أشخاص يتمتعون خصوصاً بحس تسويق قوي. ويؤكد: “لا حاجة إلى أن يكون الشخص يعرف التشفير أو البرمجة”، بل يكفي صوغ رسائل تلقى صدى لدى مستثمرين في العملات المشفرة من خلال التشديد مثلاً على موضوع ضعف المؤسسات الاقتصادية الكبيرة.

وتكثر نظريات المؤامرة ويؤكد البعض بأن صناديق استثمار أمريكية كبيرة خططت للانهيار الحالي في العملات المشفرة لكي تشتريها بعد ذلك بأسعار بخسة.

ويشير نغنغ : فجأة، كل هذه السلوكيات غير الأخلاقية تصبح مبررة أكثر”، فالمستثمرون يقولون “لقد انخدعت وجاء دوري لأخدع الآخرين”.

ويوضح : أوامر الشراء الوحيدة تصدر عن هؤلاء الأشخاص عبر تلغرام وتويتر” قبل أن تأتي ساعة ينتفي فيها الطلب الفعلي من جانب المستثمرين على العملة المعنية “وينهار كل شيء”.ويؤكد نغنغ إن العملات المشفرة/الرقمية “تستند إلى لاشئ” ويجب تنظيمها لدفع الناس بعيداً عن المضاربة من خلالها بمدخراتهم. وهذا ما يدفع الى القلق إزاء الناس “الذين يفتقدون إلى فهم المخاطر، والذين سيخسرونها (العملات)، وسيصابون بخيبة أمل قوية…ومن هنا كان لابد من تنظيمها . أعتقد أنه يتعين تنظيمها ووضع ضوابط لحماية المستثمرين الذين يقعون في فخ هذه الحسابات .

هذه التعليقات جاءت في وقت تشهد فيه سوق العملات المشفرة تقلبات ضخمة، حيث تراجعت قيمت العملتين “بيتكوين” و”إثر” بنحو 50% مقارنة بما وصلت إليه من ذروة خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تخضع فيه فئة الأصول (مجموعة استثمارات ذات خصائص مماثلة وتخضع للوائح نفسها) للتدقيق من قبل الجهات الرقابية على خلفية المخاطر التي قد تسببها للنظام المالي على نطاق أوسع.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار