انتظار الأهالي أمام مراكز الامتحان هل هو حالة صحية؟
دينا عبد
منذ انطلاق الامتحانات (التعليم الأساسي والثانوية بفروعها كلها) يصطف أولياء الأمور أمام أبواب المراكز الامتحانية لساعات بانتظار خروج أبنائهم.
وظاهرة انتظار الأهالي أبناءهم أمام أبواب المراكز الامتحانية تسهم في تشويش الطلاب وزيادة الضغط عليهم.
ففي اليوم الأول شوهدت إحدى الأمهات وهي تبكي خوفاً على ابنها من أن تصيبه حالة من النسيان ولا يتمكن من الإجابة عن الأسئلة.
وفي رأي السيدة ضحى وهي موظفة تحدثنا معها عندما رأيناها تنتظر ابنتها أمام أحد المراكز الامتحانية فقالت: كل هذا لم يكن موجوداً سابقاً، في الماضي كنا نعتمد على أنفسنا بشكل كبير، فلا وجود للدروس الخصوصية ولا أحد يرافقنا إلى المدارس، كنا نواجه مصيرنا بأنفسنا حتى في أوقات الامتحان كنا نذهب ونعود بمفردنا.. وتضيف: الوضع تغير والمناهج تزداد صعوبة وتحتاج مدرسين لتبسيطها، ونحن الأهالي تحولنا إلى مرافقين شخصيين لأبنائنا أثناء الامتحان، مشيرة إلى أن جميع الأهالي الذين يقفون أمام أبواب المراكز الامتحانية بانتظار أبنائهم بلهفة ليسمعوا منهم ماذا أجابوا وليروا علامات الاطمئنان على وجوههم بعد سهرهم وتعبهم.
أما رؤى التي تنتظر أختها الصغرى التي تتقدم لامتحان شهادة التعليم الأساسي فقالت: من أول يوم في الامتحان وأنا متغيبة عن عملي فقد تفرغت لمهمة مرافقة وانتظار أختي ساعات أمام مركزها الامتحاني.. وتعيش رؤى على أعصابها إلى حين خروج شقيقتها، مضيفة: عندما تخبرني بأنها أجابت عن كل الأسئلة بشكل صحيح أشعر بالاطمئنان والارتياح لأنها اجتازت هذه المادة بنجاح.
الموجهه التربوية مريم العيد في ردها إن كانت حالة انتظار الأهالي أبناءهم أمام مراكز الامتحان صحية أم توترهم أجابت: لا شك في أن المتابعة والترقب والانتظار من الأهل أمر مبرر في واحد من أهم مفاصل حياة الطلاب أثناء خوض امتحاناتهم وخاصة في الشهادة العامة، ولكن إلى أي مدى وكيف؟ هل تكون بطمس شخصية الطالب وملازمته كظله والوقوف أمام مركز امتحانه؟ وما النتيجة التي سيصل إليها وما مردودها عليه؟
برأيي الشخصي مهمة الأهل يجب أن تكون مثمرة قبل ذلك بتوفير الجو النفسي الآمن له، وأن نرافقه قبل فترة مناسبة من الامتحان للتعرف على مكان مركز امتحانه وتحديده بدقة ليصل إليه في الموعد المناسب يوم الامتحان، وأن يشعر باهتمام أهله وأنهم على قدر المسؤولية، وما يزيد على ذلك ينعكس سلباً على أدائه في الامتحان وتشويش أفكاره وإضعاف شخصيته، لذلك من واجب الأهل عدم إرباك أبنائهم بانتظارهم أمام أبواب المراكز الامتحانية، وتركهم يعودون مع أصدقائهم ومناقشة الأسئلة والأجوبة معهم والاعتماد على أنفسهم، ففي المرحلة المقبلة سيدخلون إلى الجامعة، وربما يخوضون الحياة العملية، لذا يجب أن نترك لهم مساحة من الحرية حتى يتعودوا على حلّ مشكلاتهم بأنفسهم من دون الرجوع إلى أحد.