أسعار البن البرازيلي لن تنخفض قبل عام!
يسرى ديب:
بيّن عضو غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق أن هناك أسباباً داخلية وأخرى خارجية للارتفاع الكبير بأسعار البن البرازيلي والذي يستهلك بشكل كبير في الأسواق الداخلية والعالمية.. حيث كان سعر كيلو البن في سورية خلال هذه الفترة من العام الماضي 14 ألف ليرة سورية (من دون هيل) وبدأ بالارتفاع حتى تجاوز سعره الـ 35 ألف ليرة.
صقيع أعقبه جفاف
وقال الحلاق: إن من الأسباب الخارجية العوامل الجوية التي تعرض لهم موسم البن في البرازيل المنتج الأبرز لهذا المحصول من صقيع أعقبه جفاف، رغم أن المعلومات تشير إلى أن المحصول كان قد تم حصده ولم يتأذَّ من التغيرات المناخية بشكل مباشر، ولكن تأثر الشجر وهذا يعني أنه لن يكون في العام التالي محصول (على الأغلب)، ولذا ارتفعت الأسعار من 1700 دولار للطن إلى 4300 دولار أي أكثر من 150 %. وتوقع الحلاق أن يستمر ارتفاع سعر البن لغاية العام القادم لكي يعاود الشجر نموه مجدداً.
علماً أن هذه المواد الغذائية ذات حساسية عالية وتتأثر بالتضخم و الكساد بسبب قدرة المستهلك على الاستغناء عنها إلى حدٍّ ما، وبالتالي قد تنخفض أسعارها في حال لم يتم المضاربة عليها في البرازيل بقصد إبقاء أسعارها مرتفعة كما بيّن الحلاق.
أسباب داخلية
ومن العوامل الداخلية التي تحدث عنها الحلاق أيضاً هي مشكلة ارتفاع تكاليف التحميص، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وأيضاً أولويات التسديد لدى شركات الصرافة في تمويل المستوردات والتحويل، حيث إن ما يتم تسديده الآن من شركات الصرافة عن بوالص يمكن أن يعود لأكثر من شهرين مضيا، بسبب تمويل الاحتياجات الضرورية أولاً بأول.
وبيّن الحلاق أن هذا التأخير يتسبب في بعض الأحيان بارتفاع الأسعار نتيجة تغير سعر صرف الدولار لدى المركزي من جهة، وتعطل المستورد عن العمل خلال هذه الفترة.
لعبة بورصة
وأشار الحلاق إلى أن هناك آراءً تتحدث عن لعبة بورصة لرفع الأسعار في البرازيل نتج عنها ارتفاع أسعار البن بعد أزمة كورونا وتراجع العمل، حيث إن الشركات العالمية تعمل بطرق مختلفة عن الشركات السورية، فهي تحصل على قروض من المصارف من أجل تمويل مشترياتها من الفلاحين لتصديرها، ومن ثم تعيد القرض بعد انتهاء العقد، فالشركات تؤمن بأن تكلفة العمل بأموال المصارف، أدنى من تكلفة العمل بأموالها الخاصة .. وهذا ما يتسبب في بعض الأحيان بارتفاع أسعار بعض المواد، لأنه لا يتمكن أو يرغب كل مقترض بالتسديد، وهذا أمر شائك أيضاً و يتسبب ببعض الارتفاعات العالمية لبعض المواد..
يضاف لذلك أيضاً ارتفاع تكاليف الشحن البحري والتأمين، حيث إن تكلفة النقل ارتفعت من 70 دولاراً إلى 400 دولار للطن من البرازيل إلى اللاذقية.