غابت الجهات التسويقية فلحقت الخسائر بمزارعي الثوم
يخسر المرء لفرط ما يحاول أن يربح، قد تكون عبارة فولتين الفرنسي هذه تلخيصاً لبعض مجريات زراعتنا وبخاصة منها اليوم محصول الثوم .
ويمكن سحبها بالاتجاهين؛ تجاه الفلاحين الذين غالباً ما تروق لهم تصريحات الحكومة عندما سمعوا بأن (السورية للتجارة) ستتسوق المحصول وتطرحه عبر صالاتها، فزرع الفلاحون وأفرطوا في مساحات الثوم كما حدث قبل عدة سنوات .
ما يؤكد مقولة آبائنا التي كنا نسمعها منهم حول محصولي البصل والثوم تحديداً، حيث كانوا يقولون إن هذين المحصولين سنة لهم “رنة” وسنة لهم “صنة” ، وهذا ما يحدث اليوم لمحصول الثوم .
عدد من المزارعين التقتهم (تشرين) في سوق الهال منهم محمود رزوق ومحمد سليمان ويوسف إبراهيم .. قالوا : لم نكن نتوقع أن يهبط سعر كيلو الثوم إلى هذا المستوى وهو من المحاصيل التي تموِّنها الأسر السورية وبكثرة، وأضافوا متسائلين : لقد سمعنا أن (السورية) ستذهب إلى الحقول لتشتري الإنتاج وتطرحه عبر صالاتها فأين ذلك ؟
وفي جولة على سوق الهال في حماة بلغت أسعار البيع للثوم الصنف الأول ٧٥٠ ليرة والصنف الثاني ٥٥٠ ليرة والصنف الثالث ٤٠٠ ليرة .
رئيس رابطة مصياف الفلاحية إبراهيم حسن قال : خسارة كبيرة لحقت بمزارعي الثوم هذا العام كما حدث قبل سنتين من الآن، من جراء الإفراط في زراعة مساحات كبيرة من المحصول، ظناً من الفلاحين بأن الأسعار في صعود كما كل المحاصيل التي تباع في الأسواق، لكن العرض والطلب سيدا التسعير، والثوم اليوم مثالٌ.
متسائلاً : أين شركة بصل السلمية، لماذا لا تشتري المحصول وتجففه وتطرحه أو تصدره، ثم أين التأمين على المزارعين ومحاصيلهم فالخسائر المتلاحقة ستدفعهم العام القادم إلى عدم زراعة المحصول فيرتفع سعره ؟.