فشل جديد للسلة السورية
معين الكفيري
في واحدة من أسوأ المشاركات السورية بسلة الفئات العمرية وبأربع خسارات متتالية من دون أي فوز والحلول بالمركز الأخير أنهى منتخبنا الوطني بكرة السلة للناشئين مشاركته في بطولة غرب آسيا التي اختتمت منافساتها في الأردن، حيث تعرض منتخبنا خلالها للخسارة أمام العراق بفارق ١٩ نقطة بنتيجة ٣٤-٥٣ وأمام إيران بفارق ٤٩ نقطة بواقع٥٠-٩٩ وأمام لبنان بفارق ٢٣ نقطة بواقع ٥٦-٧٦ نقطة، وأمام الأردن بفارق ٢٠ نقطة بنتيجة ٥٠-٧٠.
وبذلك فشل منتخبنا الوطني بالتأهل لكأس آسيا التي ستقام في قطر الشهر القادم، حيث خيّب آمال جمهوره بعد أن قدم عروضاً باهتة، وكان جسر عبور لكافة المنتخبات المشاركة بالبطولة وليضيف خيبة جديدة لكرة السلة السورية.
بعد هذا الفشل الذريع يبقى السؤال: كيف يتم تدريب هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم، وهل تم تعليمهم ألف باء كرة السلة بالشكل الصحيح؟ ولماذا لا يتم تشكيل خطة ممنهجة لقيادة هذا الجيل مع أنديتهم وخطة تدريبية يعتمدها اتحاد كرة السلة ولمدة من الزمن على أن تتخذها الأندية نمطاً معيناً للتدريب؟.
وبكل الأحوال يجب إجبار الأندية لهذه الفئات العمرية أن تلعب ضمن نظام تكتيكي لخدمة المنتخب في البطولات الدولية على أن يتم توحيد خطط اللعب ليذهب اللاعب للمنتخب وهو جاهز فنياً وبدنياً ويساعد مدرب المنتخب في عملية التحضير، كما يجب إقامة معسكرات للمنتخبات بشكل دوري في محافظات مختلفة أو معسكرات خارجية مع تجريب أكبر عدد من اللاعبين لنصل قبل البطولة وننتقي منهم الأفضل ويكون لدينا منتخب جاهز، وهنا لا يتحمل اتحاد اللعبة المسؤولية وحده وإنما الأندية التي دائماً مستعدة لدفع ملايين الليرات للاعب عمره فوق ٣٥ سنة وهي غير مستعدة للصرف على قواعدها التي هي الأساس، و الأندية التي تعمل على القواعد يجب عليها توفير مدربين جيدين لبناء جيل جديد من اللاعبين وتأسيس اللاعب بشكل جيد.
خسارات جديدة
خسارات كبيرة وبفوارق رقمية فوق الأربعين والخمسين نقطة، وجديدها هذه المرة خسارة إضافية من منتخبي العراق والأردن، و لاشك في أن اتحاد اللعبة السابق ألف تلك الهزائم وطالب الجمهور الرياضي أن يألفها ويعتادها، والأسوأ أنه طبعها في نفوس اللاعبين بمختلف أجيالهم، وجاء الاتحاد الحالي فكرر الأفعال والتعيينات والأخطاء السابقة نفسها معتمداً على المدربين الوطنيين والإداريين ذاتهم وليهدر شهوراً وأموالاً بلا تخطيط أو عمل على مستوى هذه الفئة العمرية.
بداية طريق الحل تكمن في توصل اتحاد اللعبة الشعبية الثانية لقناعة كبيرة بفشل عمل المدربين الوطنيين على مستوى البناء وعدم جدوى الاعتماد عليهم بشكل رئيس وحصري خلال هذه المرحلة من دورته لا مع الأندية التي هي الأساس ولا مع المنتخبات الوطنية، بعدها يبدأ أحد الحلول عبر ممارسة الضغوط والإرغام مع هذه الإدارات والأندية غير المبالية لمستقبل فرقها ومستوياتها، فقبل أن يفكر اتحاد اللعبة ويقتنع بضرورة تعيين مدير فني أجنبي جدير ومتفرغ مشرف على عمل القواعد بكامل المحافظات ويتولى مسؤولية منتخب أمل وطني عليه أن يفرض على كل نادٍ يشارك في دوري كرة السلة للرجال التعاقد مع مدرب أجنبي للقواعد بمواصفات وشهادات محدودة أي أن يفرض تواجد عشرة مدربين أجانب مميزين على الأقل موزعين في مختلف الأندية التي تريد الإنفاق في التعاقدات مع المدربين المحليين والأجانب، وعليها أن تتفق أيضاً للبناء ولتحضير أجيال تخدم مستقبل منتخباتنا الوطنية، وهذا لن يتحقق إلا بالإرغام والإجبار.
أما لمن يريد أو يحابي أو يبرر ويقنع نفسه وينتظر تغييراً كبيراً وجذرياً من المدرب الوطني الحالي وبظروفه الحالية، عليه أن يحتفظ بتلك الأحلام والآراء لنفسه فقد شبعنا وتشبّعنا من الهزائم بهذا الفشل، ويبقى المدرب الأجنبي هو أحد الحلول وهو الشرط اللازم غير الكافي للنهوض بمستوى سلتنا لأن قبوله هو أهم الحلول التي ستنقلنا إلى الاحتراف الفعلي في رياضتنا، وكم نتمنى أن يتجرأ أحد أنديتنا على تنفيذ هذه الخطوة مقصياً العائلات المتحكمة وأفكارها البالية ولتتسبب بعدوى وغيرة إيجابية لدى بقية الأندية المنافسة كما جرى ويجري في حالة المدربين واللاعبين الأجانب، نتمنى أن يكون اتحاد كرة السلة قد اكتفى بهذا القدر من الهزائم المهينة في بطولات غرب آسيا وغيرها.