عمان وسورية علاقات أخوية راسخة
بين اتصال السيد الرئيس بشار اﻷسد مع سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد 2/4/2022 و زيارة وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، إلى دمشق في 31/12/ 2021 على رأس وفد رسمي، أربعة أشهر تؤكد رغبة البلدين الشقيقين في المضي بالعلاقات الثنائية قدماً لما فيه خير ومصلحة البلدين وشعبهما، ولما فيه خير للمنطقة على ضوء التطورات الحاصلة والمستجدة على الساحة الدولية ، وبالأخص الأزمة الأوكرانية وتطورات ملفي إيران واليمن .
صحيح أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأسد والسلطان هيثم بن طارق جاء لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك إلّا أنه شكل مناسبة سانحة لبحث العلاقات اﻷخوية بين سورية وعُمان ومسار التعاون الثنائي بينهما والذي يحقق تقدماً ملحوظاً في العديد من المجالات، حيث تمّ التأكيد على الاستمرار في العمل المشترك من أجل تعزيز هذا المسار، وفتح آفاقٍ جديدةٍ للتعاون بما يسهم في توثيق العلاقات بين الشعبين الشقيقين ويحقق مصالحهما.
لقد شهدت العلاقات الثنائية بين سورية وسلطنة عمان ، تطوراً سريعاً خلال الفترة الماضية، تجلى في لقاءات رسمية ثنائية ، فضلاً عن توقيع اتفاقيات اقتصادية وأمنية تؤكد عزم قيادتي البلدين على دفع هذه العلاقات في مختلف المجالات .
ولعلّ تصريحات وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي ، في دمشق نهاية العام الفائت تؤكد ذلك، حيث أكد أن مسقط تتطلع إلى عقد مباحثات ومشاورات مع دمشق، تهدف إلى تعميق علاقاتنا في مختلف المجالات و بما يخدم تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون العربي، و وصف بدر البوسعيدي العلاقات التي تربط السلطنة مع سورية بعلاقات استراتيجية، مضيفاً “إننا نتطلع إلى عقد مباحثات ومشاورات بما يخدم تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون العربي”. وأوضح أن “هناك جهوداً خيرة تقوم بها دول عربية من أجل لمِّ شمل العرب وتصحيح أخطاء الماضي وتجاوزه”، مضيفاً أن الصحيح هو التئام العلاقات العربية العربية”.
وكان وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد قد قال آنذاك خلال استقباله وزير الخارجية العُماني: إن “العلاقات بين بلدينا الشقيقين مستمرة لم تنقطع.. السلطنة الشقيقة وقفت إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب”.
وتابع المقداد: “زيارة وزير الخارجية العُماني إلى سورية مفصلية”. مضيفاً : “وجدنا كل التفهم والسعي لموقف عربي موحّد في مواجهة التحديات التي تتعرض لها بلداننا”، مشدداً أن “سورية في قلب العمل العربي المشترك”.
العلاقات السورية – العمانية تتنامى بشكل متواصل، وتشهد تطورات واسعة ومتعددة الجوانب في مختلف المجالات، وتمضي إلى الأقوى، ليس هذا فحسب بل علاقات تستند الى روابط ووشائج الأخوة والقواسم المشتركة، وتعد أنموذجاً يحتذى، وتنعكس إيجابياً على الأمتين العربية والإسلامية، وتنهض القيادتان الرشيدتان في البلدين الشقيقين بدور كبير في التشاور المستمر وتعزيز العلاقات الأخوية، ولا تدخران وسعاً في اتخاذ كل ما من شأنه خدمة المصالح المشتركة والتعاون المثمر بما يعود بالنفع والخير ليعمَّ المنطقة بأسرها، وخاصة أن لهما دوراً كبيراً تجاه القضايا الاقليمية والدولية وكل ما يهمّ الأمتين العربية والإسلامية، وما يجب أن يقال من قبل الدول العربية جميعها ، هو إن إعادة الاستقرار للمنطقة مسؤولية عربية أولاً، وخاصة على ضوء التطورات الحاصلة.