(ملائكة الرحمة) على قيد الأمل
وفق تصريح لأحد المعنيين في القطاع الصحي خلال استعراضه مشكلات الكادر التمريضي يقول: (هناك ممرضون منذ أربع سنوات لم يحصلوا على مريول.. هل هذا مقبول؟).. هذا التصريح يلخص حال وواقع (ملائكة الرحمة) في عدم توفر أبسط مستلزمات العمل، فكيف سيحصلون على حقوقهم الأخرى التي بحّت أصواتهم، ولم يوفروا منبراً إعلامياً إلا وناشدوه على أمل تحريك المياه الراكدة لعلها تعطي بارقة أمل؟! فالحقوق التي ينادون بها مثل طبيعة العمل للعاملين في القطاع الصحي ومنحهم المكافآت هي تعد أبسط حقوقهم التي لم يحصلوا عليها.
لا يخفى على أحد تفاصيل يوميات العاملين في القطاع الصحي، ولاسيما منهم الكادر التمريضي، تلك الشريحة من المجتمع التي ترقى في مهنتها الإنسانية على جميع المهن في أداء واجبها، وسنوات الحرب تشهد لهم بأداء واجبهم في أحلك الظروف، مروراً بفترة اجتياح فيروس (كورونا) العالم، ووجودهم على رأس عملهم على مدار الساعة، لتصبح حياتهم ما يشبه الاستنفار الدائم للقيام بواجباتهم على أكمل وجه.
لكن مقابل كل تلك الجهود لم يحصلوا على أبسط حقوقهم من حوافز ومكافآت وحتى طبيعة العمل، وتالياً شعورهم بالغبن والظلم من ذوي القربى أي من القيمين على إداراتهم أكثر مرارة، لأنه إلى الآن ليس لديهم نقابة حقيقية تدافع عن حقوقهم، علماً أن نسبة الكادر التمريضي حوالي ٣٣% من العاملين في القطاع الصحي ولن يستقيم هذا العمل من دونهم، لأن عملهم يشكل حلقة مكملة لعمل الأطباء ولهم دورهم المشهود له.. فهل يعيد المعنيون النظر بواقع تلك الشريحة بعيداً عن التنظير والتغني بهم في المؤتمرات والندوات على أنهم (ملائكة الرحمة)، في حين إنهم يفتقدون أبسط حقوقهم!