الأسمدة والأعلاف سوق سوداء ترهق الفلاحين…!؟
تحدث مدير مكتب الشؤون الزراعية باتحاد فلاحي الحسكة سليمان عبد الله في تصريح خاص لـ “تشرين” عن واقع القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في الحسكة وأبرز المشكلات والصعوبات التي يعانيها الفلاحون والمربون هناك، كصعوبة تأمين مستلزمات العمل الزراعي، وخاصة الأسمدة، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع الإنتاج بشكل كبير، علماً أن المادة متوفرة بكثرة في السوق السوداء وبأسعار غالية جداً تفوق قدرة الفلاح على تأمينها.
إضافة إلى صعوبات أخرى مرتبطة بتسويق المحاصيل، والجفاف الذي ضرب المنطقة على مدى العامين الماضيين ما أدى إلى انعدام المواسم البعلية وزيادة الأعباء على الفلاحين، والمتضمنة تسديد ديون المصرف الزراعي وأجور أراضي أملاك الدولة، هذا فضلاً عن تدني إنتاج المساحات المروية وسط اعتمادها على الآبار الارتوازية التي لديها أيضاً مشاكلها الخاصة بها، كنقص المحروقات وارتفاع تكاليف إصلاح المحركات.
وأكد عبد الله أن الثروة الحيوانية ليست في حال أفضل، حيث يتحمل المربون أعباء كبيرة في ظل انعدام المراعي الطبيعية الناجم عن قلة الأمطار، إضافة إلى عدم توافر الأعلاف بكميات كافية لدى مؤسسة الأعلاف وعجزها عن سد الحاجة الفعلية للمربين، ما اضطرهم إلى بيع قسم من ماشيتهم بأسعار بخسة جداً لتأمين العلف للقسم المتبقي.
وقد انعكس ذلك على أسعار الأغنام التي انخفضت بدرجة كبيرة جداً، بعد أن وصل سعر رأس الغنم الواحد منذ عامين إلى أكثر من مليون ليرة سورية.
عضو مجلس اتحاد فلاحي حمص مالك رشيد أكد أن الفلاح السوري إنسان مثقف يعي كل ما يجري حوله، وحقيقة الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، ويدرك تماماً أهمية تحقيق الأمن الغذائي.
ولفت رشيد إلى أن عدم توافر الأسمدة بشكل خاص لدى المصرف الزراعي من أبرز المشاكل التي يعانيها الفلاحون في محافظة حمص، إضافة إلى قلة المحروقات، مشيراً إلى أن الأسمدة الموزعة لا تسد ١٠% من الحاجة الفعلية للدورة الزراعية.
ونوه رشيد بأن سعر كيس السماد يتراوح بين ٦٠ و ٨٠ ألف في العام الحالي بينما كان سعره في العام الماضي ١٥ ألفاً، أما لدى القطاع الخاص فقد وصل سعره إلى ١٢٥ ألفاً بعد أن كان في العام الماضي ٨٠ ألفاً وذلك نتيجة عدم توافره بالمصارف الزراعية.
ولفت رشيد إلى أن نوعية الأعلاف المتوفرة لدى مؤسسة الأعلاف سيئة لناحية الجرش، ما يدفع مربي المواشي لتكرار عملية الجرش وتحمل أعباء إضافية (١٠٠ل.س لقاء كل كيلو).