دأب الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن ليس بالقصير على النفخ في رؤوس النازيين الجدد في أوكرانيا لاستعدائها على جارتها روسيا الاتحادية بحجج وأكاذيب لا تعد ولا تحصى.
ومع هذا النفخ المتواصل لتأليب الأوكرانيين ضد روسيا كانت هناك جرعات مسمومة من أن الأوكرانيين سيحظون بالمنّ والسلوى في حال عدائهم لروسيا وانضمامهم إلى الحلف المعادي لها.
شربت النخبة الحاكمة في كييف كأس الخديعة الكبرى وأعلنت عن كل تفاصيل تطرفها النازي حيال جيرانها لدرجة مطالبة رئيسها فلودومير زيلنيسكي أمام مؤتمر الأمن والسلام في أوروبا بضرورة أن تكون بلده دولة تمتلك سلاحاً نووياً.
هذا ما أراده الغرب بالضبط لكي يتمدد باتجاه روسيا التي كانت منذ فترة طويلة تتعامل مع هذا الغرب الخبيث على أنه شريك في إرساء السلم والأمن العالمي لا السيطرة ولا الأحادية التي يسعى إليها.
الآن أجبرت روسيا تحت هذا الكمّ الكبير من العدوان والاستفزاز وتهديد الوجود على المدى المتوسط والبعيد على ضرورة وضع حدّ لهذا التمادي والتهديد الغربي، ومع كل ذلك راعت قيادتها السياسية والعسكرية الروابط التاريخية بين الشعبين الروسي والأوكراني ولم تشن حرباً كاسحة، بل إنها أعلنت حتى هذه اللحظة أن ما تقوم به هو عملية خاصة لضمان أمنها واستقرارها وهذا يدحض كل الأكاذيب الغربية حول نيتها احتلال أوكرانيا.
كل ما يفعله الغرب وعلى رأسه أمريكا لا يمت للديمقراطية وحرية الشعوب بصلة، بل هو محاولة يائسة ليبقوا أنفسهم أسياداً على العالم وحكاماً مستبدين على رقاب الشعوب، ولكن الحزم الروسي في مواجهة مخططاتهم يؤكد الحقيقة التاريخية التي مآلها أنهم لم يعودوا أسياداً ولن تنفعهم في سبيل ذلك حروبهم ولا إشعال نيران الحقد والمتاجرة بأرواح الأبرياء في مختلف بقاع العالم.