لم يعد يخطر على بال المتابع للعدوان المستمر للاحتلال التركي ومرتزقته على أجزاء من سورية، ولاسيما منطقة الجزيرة السورية، إلا ما يقوم به بنو صهيون حيال الشعب العربي في فلسطين المحتلة، فكلا الاحتلالين يهدفان في النهاية إلى تهجير أبناء الأرض الفعليين وإحلال المرتزقة وقوات الاحتلال الغاشم محلهم.
يبدو أن رئيس النظام التركي رجب أردوغان قد استمرأ ما يقوم به الاحتلال الاستيطاني الصهيوني في محاولة بائسة منه لتثبيت وجوده على أرض الغير لما بينهما من قواسم مشتركة من حيث احتلال الأرض واعتماد المرتزقة وشُذّاذ الآفاق من كل بقاع العالم وسيلة للوجود والتمدد ولو كان السبيل إلى ذلك هدر دماء الأبرياء وانتهاك حرماتهم وتدمير ممتلكاتهم وضرب بالقوانين والأعراف الدولية، التي تحرّم ذلك، عرض الحائط.
كلا الجانبين، النظام التركي والكيان الصهيوني الاستيطاني، متيقنان في قرارة نفسيهما بأن ما يقومان به غير شرعي ومنافٍ للأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي لا تجيز تجويع المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، أو تعطيشهم، أو تهديد حياتهم وممتلكاتهم، ولكنهما يستظلان بالمظلة الأمريكية الراعية لهما والحامية لإرهابييهما والمشاركة معهما في احتلال أجزاء من الأرض السورية وسرقة مقدراتها.
ما يلفت في كل ذلك العدوان والاحتلال والانتهاك أن الأصيل يعتمد اعتماداً كبيراً على تشغيل وكلاء تتعدد تسمياتهم وصفاتهم بين مرتزقة إرهابيين وانفصاليين لا يقلّون إرهاباً، وبين عملاء حاقدين متوهمين بأنهم يستطيعون النيل من صمود السوريين وثباتهم وإصرارهم على تحرير كامل ترابهم من دنس هؤلاء جميعاً وربما أقرب مما يتصورون.
أما نظام أردوغان الذي رعى وموّل وسلّح ودرّب الإرهابيين على مدار السنوات العشر الماضية لتحقيق حلم السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية كما فعل أجداده العثمانيون، فبكل تأكيد لن يجني من وراء كل ما فعله ويفعله سوى الخيبة والهزيمة والوقوع في شر أعماله وبوادرها أصبحت بادية للعيان.