مدير صحة دير الزور لـ”تشرين”: تناقص الإصابات بداء اللايشمانيا
يؤثر داء اللايشمانيا بأنواعه المختلفة على أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، مع مليون إصابة جديدة على الأقل سنوياً، وخلال السنوات الأخيرة ساهمت الحرب على سورية التي كان للمنطقة الشرقية نصيب منها بظهور داء اللايشمانيا في محافظة دير الزور بشكل لافت، هذا ما أشار إليه الدكتور بشار الشعيبي، مدير صحة دير الزور والذي أضاف: داء اللايشمانيا أو ما يعرف باسم “حبة الفرات” في دير الزور، هو مرض جلدي بيئي يسببه طفيلي اللايشمانيا، حيث يصاب الإنسان بهذا المرض نتيجة تعرض الجلد إلى طفيليات تنتقل عن طريق لدغة نوع من الذباب يسمى بذباب الرمل.
وبين الشعيبي أن تدمير شبكات الصرف الصحي، وانتشار المياه الملوثة، واضطرار السكان إلى حفر بدائية من أجل تصريف مياه المراحيض والحمامات أسهَمَ في انتشار أعداد كبيرة من القوارض، التي وصفها بـ “المستودعات الرئيسية” لهذا المرض.
وأشار الشعيبي إلى أن اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للوقاية من المرض ساهم في انخفاض أعداد الإصابات بشكل واضح في العام الحالي مقارنة بالأعوام الماضية، لافتاً إلى أن الوقاية من المرض تحتاج لمكافحة الحشرة الناقلة “ذبابة الرمل” وهو ما قامت به مديرية صحة دير الزور، حيث نفذت حملتي رش في المناطق عالية الخطورة، علماً أن الأمر يحتاج لمعالجة وترحيل النفايات المنزلية والحيوانية مثل مخلفات الحظائر.
ولفت الشعيبي إلى أن عدد الإصابات بمرض اللايشمانيا عام 2018 بلغ 10490 وتزايدت الإصابات في عام 2019 لتصل إلى 14014، علماً أنه في عام 2020 وصل عدد الإصابات إلى 14585 ليتناقص في العام الحالي إلى 3249.
وحول ارتفاع عدد الإصابات في عامي 2018-2019، أوضح الشعيبي أن ذلك يعود إلى عودة الأهالي لمنازلهم بعد تحرير معظم المناطق والبلدات في المنطقة الشرقية.
وبيّن الشعيبي أن حالات الشفاء من داء اللايشمانيا آخذة في التزايد، حيث وصلت إلى 9850 حالة، إضافة إلى 640 حالة قيد العلاج أي بنسبة 93.8% في عام 2018، وفي عام 2019 بلغت حالات الشفاء 12465، إضافة إلى 1554 حالة قيد العلاج أي بنسبة 88.9% حالات شفاء.
وأضاف الشعيبي: في عام 2020 كانت حالات الشفاء 13795، إضافة إلى 790 حالة قيد العلاج أي بنسبة 94.5%، أما في العام الحالي فقد تم شفاء 3019 حالة، إضافة إلى 254 حالة قيد الشفاء أي ما نسبته 92.9%، لافتاً إلى أن عدد الإصابات الوافدة التي تم علاجها وشفيت تماماً تجاوزت الـ 45% من العدد الأصلي للإصابات، بفضل الاهتمام والمتابعة من مديرية صحة دير الزور التي تمكنت من الوصول إلى أقصى نقطة بالمحافظة للحد من انتشار المرض.
وفي السياق ذاته أكد الشعيبي أن الوقاية من داء اللايشمانيا تحتاج إلى مزيد من الإستراتيجيات، منها الكشف المبكر عن المرض والتدبير العلاجي الفعال والفوري للحالات إلى جانب الحد من انتقال هذا المرض أو إيقافه عن طريق تقليل عدد ذباب الرمل من خلال رش المبيدات الحشرية.