سورية- أوابك- قانون قيصر!
نشهد حالياً تغيرات دولية كبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي، العالمي والعربي، وخاصة فيما يخصّ سورية، وكلها تؤكد أن سورية ستنتصر على الإرهاب الاقتصادي من حصار وعقوبات ظالمة، وخاصة ما يدعى زوراً وبهتاناً “قانون قيصر”، وكلها مفروضة من طرف واحد ومخالفة للشرعية الدولية وخاصة المادتين /39 و41/ من ميثاق الأمم المتحدة، ويترافق هذا مع تغير في الخريطة الجيوسياسية العالمية والإقليمية، وظهور قوى اقتصادية وسياسية جديدة وتراجع بعضها.. خريطة بدأت معالمها من سورية وستؤول في النهاية إليها وكما يُقال (كل شيء يعود إلى ما منه بدأ).
وعملياً تجسدّ هذا في زيارة وفود أجنبية وعربية إلى دمشق، وتغير المزاج السياسي- الاقتصادي مما يجري في سورية التي تتعرض لأكبر حرب كونية عرفها العالم وخاصة الموقف العربي، وتجلى هذا بشكل واضح في اجتماع منظمة (أوابك OAPEC) بدورته /107/ تاريخ 9/12/2021 وعبر تقنية الاتصال المرئي (ZOOM) وبحضور الأمين العام للمنظمة السيد علي سبت بن سبت، وترأس الاجتماع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ممثل السعودية رئيسة الدورة الحالية ومشاركة وزراء الطاقة والنفط في كل الدول الأعضاء، بمن فيهم وزير النفط والثروة المعدنية السوري السيد بسام طعمة كممثل للدولة السورية بعد انقطاع أكثر من /10/ سنوات.
وتمت مناقشة الكثير من القضايا الاقتصاديّة المهمة ومنها مثلاً آخر التطورات العربية والعالمية في القطاع النفطي، والدراسات الفنية والاقتصادية المنفذة والمتخصصة بصناعة النفط والغاز والطاقة وشؤون البيئة، والمفاوضات الدولية المتعلقة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، ومؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر.. وغيرها، وهذا يعني تحول كبير في الخريطة الجيوسياسية العربية، ولاسيما أن منظمة أوابك هي من أهم المنظمات الاقتصادية العربية التي تهدف إلى توحيد الموقف العربي بخصوص السياسة النفطية ومن كل الجهات.
المنظمة تأسست سنة /1968/ بعد العدوان الإسرائيلي على الدول العربية في حرب حزيران، وتضم الدول العربية التي تعتمد على النفط كمورد أساسي في ناتجها الإجمالي وهي [الجزائر والبحرين ومصر والعراق والكويت وليبيا وقطر والسعودية وسورية وتونس والإمارات].
وتعمل هذه المنظمة مع منظمة أخرى لها طابع دولي وهي منظمة (أوبك OPEC) وتوجد بعض الدول العربية التي هي أعضاء في المنظمتين أي أوبك وأوابك.
وخلال المؤتمر تم الترحيب بعودة سورية للمنظمة ومن الأمين العام للمنظمة ورئيس الدورة وكل الدول الأعضاء في المنظمة، بل تم تكليف سورية وباتفاق جميع الوزراء المعنيين على أن تترأس مجلس وزراء منظمة (أوابك) اعتباراً من شهر كانون الثاني سنة /2022/ وحتى كانون الثاني سنة /2023/ وتكليفها أيضاً باستضافة مؤتمر الطاقة العربي لسنة /2024/.
وهذا له أهمية كبيرة وخاصة أن قوى الاحتلال الأجنبية وعصاباتها المتعاملة معهما تسرق خيرات الشعب السوري وتدمرها وتحرقها ما سبب مشاكل اقتصادية كبيرة لسورية.
كما أن عودة العرب إلى سورية له الكثير من الأدلة والمؤشرات السياسية والاقتصادية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
– أن سورية هي الأساس في العمل العربي وأنها ستنتصر على هذه الحرب الظالمة عليها والتي تقودها دول الاستكبار العالمي والعصابات الإرهابية وتؤكد صحة الموقف السوري.
– أن سورية انتصرت على “قانون قيصر” وغيره من العقوبات الاقتصادية.
– حصول تغير نوعي وكبير في موقف الكثير من دول العالم مما يجري في سورية وبدء الحج السياسي والاقتصادي إليها.
– التناغم مع دعوة الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون في شهر تشرين الثاني سنة /2021/ لجهة مشاركة سورية في القمة العربية المقبلة في الجزائر في شهر آذار المقبل ودعوته لإنهاء تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية وضرورة إصلاح هذه الجامعة.
.. فهل بدأنا نشهد صحوة عربية بعد أن تأكد الخيط الأبيض من الأسود؟ وهل هذا بدء لتاريخ عربي جديد؟
نأمل ذلك.