ارتفاع تكاليف الإنتاج أبعد الحلويات عن موائد المستهلكين
أكد عضو مجلس اتحاد حرفي دمشق محمد تيسير الإمام في تصريح لـ”تشرين” أن إنتاج دمشق من الحلويات “الإكسترا” تراجع إلى نحو 20 طناً شهرياً مقارنة بالعام الماضي، الذي كان يصل إلى 50 طناً.
وأكد أن ذلك يعود إلى ارتفاع التكاليف الناتج عن صعوبة تأمين المواد الأولية، إضافة إلى صعوبة تأمين المحروقات كالغاز والمازوت، وخاصة بالنسبة للمنشآت الكبيرة التي لا تكفيها مخصصاتها من المازوت، فتصبح عرضة لابتزاز السوق الموازية على عكس المنشآت الصغيرة التي تكتفي بمخصصاتها من المادة وسط عدم وجود آلية واضحة لتوزيع المازوت لدى فرع دمشق للمحروقات، يضاف لذلك ارتفاع أسعار الكهرباء إلى ثلاثة أضعاف.
ولفت الإمام إلى تآكل رأس المال بالنسبة لبعض المنشآت، وتوقف بعض المطابخ عن العمل مشيراً إلى تناقص أعداد الحرفيين بسبب الهجرة.
وبخصوص الصادرات، فقد أكد الإمام أنها قليلة جداً ولا تستحق الذكر.
وخلال جولة لـ”تشرين” على أسواق الحلويات، التقت عدداً من المواطنين الذين أشاروا إلى تخليهم عن شراء الحلويات واكتفائهم بتأمين احتياجاتهم من السلع الغذائية الأساسية، حتى أن البعض منهم تخلى عن شراء الفاكهة مع ارتفاع أسعارها التي لا تتناسب مع دخولهم الشهرية.
وأكد بعض أصحاب المحال الشهيرة في حي الميدان الدمشقي انخفاض الإقبال على الشراء، لكن الأمر يختلف مع الطلبات الخارجية، حيث تنشط حركة المبيعات بشكل كبير إلى خارج القطر عن طريق الأهل والأصدقاء والمسافرين وكذلك التواصي الخارجية.
وعن صعوبة تأمين المحروقات بما فيها الغاز الصناعي والمازوت، لفت صاحب محل حلويات مشهور إلى أن مخصصاتهم الشهرية من الغاز لا تسد سوى 10% من حاجاتهم وأنهم يلجؤون لتأمين احتياجاتهم من السوق الموازية، ما يسبب ارتفاعاً في تكلفة إنتاج الحلويات، هذا فضلاً عن الصعوبات الأخرى التي يواجهونها في تأمين المواد الأولية الداخلة في صناعة الحلويات، وخاصة الفستق الحلبي وسط الاعتماد على المستورد منه.
ويصل سعر كيلو المشكل من الحلو العربي في بعض المحلات المشهورة إلى نحو 67 ألف ليرة، لكن كميات الفستق الداخلة في صناعته قليلة نسبياً، فيما يتراوح سعر كيلو العوامة من 2500 إلى 3 آلاف ليرة، لتلحق العوامة بركب بقية المواد التي أصبحت خارج إمكانية التداول للكثير من المواطنين.