وزير الزراعة من الحسكة: بذار الاحتلال الأميركي هدفه تدمير الأراضي الزراعية
أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس حسان قطنا ان بذار القمح الذي قامت قوات الاحتلال الأميركي بتوزيعه على الفلاحين في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري في محافظة الحسكة في غاية الخطورة كونه يؤدي إلى تدني المردود الإنتاجي لوحدة المساحة موسماً اثر آخر من جهة وتوطين العديد من الآفات والأمراض الفتاكة في الأرض من جهة ثانية وصولاً إلى موت هذه الأرض في نهاية المطاف.
وأوضح قطنا في لقائه اليوم المؤسسات والفعاليات الزراعية والخدمية والاقتصادية والاجتماعية في محافظة الحسكة في مستهل زيارته للمحافظة أن بذار القمح الموزع من الاحتلال الأميركي يحتوي على آفة النماتودا الفتاكة وقد قامت الوزارة من سنوات بمنع توزيع أي بذار قمح يحتوي على النماتودا مهما كانت نسبة لإصابة قليلة ومحدودة فيه حفاظاً على الإنتاج الزراعي والاقتصاد الوطني وبناء على ذلك يعتبر ما قامت به قوات الاحتلال الأميركي هو شكل جديد من أشكال الحرب التي تشن على سورية منذ سنوات.
وبيّن قطنا أن التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها على عينات من بذار القمح الموزع من الاحتلال الأميركي غير صالح للزراعة ليس في محافظة الحسكة فحسب وإنما في جميع الأراضي الزراعية السورية وذلك بسبب احتواء البذار الموزع على الإصابة بثآليل القمح وشيوع ترافقها مع مرض عفن السنابل البكتيري الناتج عن البكتيريا Clavibacter trtitici والمعروف كمرض حجري مدمر لحقول القمح عند الإصابة به، ما يسبب تلوث التربة والتأثير بشكل كبير في إنتاج المحصول. إضافة الى انخفاض نسبة انبات الحبوب الى 83.84% تحت ظروف المخبر وقد تنخفض إلى نسبة أكبر في الحقل إلى جانب وجود نسبة حبوب مكسورة تبلغ 3.75% ما يزيد من الحاجة إلى معدل بذار أعلى لتعويض الفاقد في نسبة الانبات والحبوب المكسورة، وبالتالي زيادة تلوث التربة وزيادة ضرر الإصابة بنماتودا ثآليل القمح والمرض البكتيري المرافق لها والتي تبين وجودها في البذار الموزع من الاحتلال الأميركي.
وتمنى قطنا على كافة الفلاحين في الحسكة عدم استخدام بذار القمح الذي قامت قوات الاحتلال الأميركي بتوزيعه مؤخراً مشيراً إلى وجود ٤٠٠٠ طن من بذار القمح المغربل والمعقم لدى المؤسسة العامة لاكثار البذار جاهزة للتوزيع على الفلاحين. ووجه الوزير في الاجتماع المدير العام للمؤسسة بالاستمرار بغربلة وتعقيم بذار القمح حتى انتهاء موسم الزراعة في منتصف كانون الثاني من العام القادم. بهدف تأمين كميات إضافية من البذار المغربل والمعقم للفلاحين، كما وجه المدير العام لمؤسسة الأعلاف بتأمين حاجة الثروة الحيوانية من المقنن العلفي.
وشدد قطنا على أن الحكومة السورية وبتوجيه كريم من السيد الرئيس بشار الأسد معنية بدعم القطاع الزراعي وتأمين مستلزمات الإنتاج لهذا القطاع بأسعار مناسبة من ناحية وشراء الإنتاج من الفلاحين بأسعار مجزية من ناحية ثانية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وتحدث في الاجتماع محافظ الحسكة غسان حليم خليل حيث شرح الإجراءات التي تم اتخاذها للتصدي لما قامت به قوات الاحتلال الأميركي أبرزها توجيه الفلاحين والمزارعين والجمعيات التعاونية الفلاحية بعدم استخدام البذار الموزع إلى جانب تسليم عينة من البذار إلى كلية الهندسة الزراعية لتحليلها واثبتت نتائج التحليل ان العينة التي تم تحليلها بوزن ٤٠٠ غرام من البذار الموزع من الاحتلال تحتوي على إصابة نماتودا ثآليل القمح بنسبة 0.3% وإصابة بمرض التفحم بنسبة ٠،٠٨% ووجود شعر أبيض وأسود بنسبة 0.08% ووجود اعشاب غريبة زبوان وشيلم بنسبة ٠.١٣% ووجود حبوب مكسورة بنسبة 3.75% الأمر الذي يبين أن نسبة الانبات لهذه العينة لا تتجاوز ٨٣% في ظروف المختبر وستنخفض هذه النسبة في الحقل.
وشدد أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس تركي عزيز حسن على ضرورة تأمين مستلزمات الإنتاج للفلاحين عن طريق المؤسسات الحكومية بالكميات والأسعار المناسبة حتى لا يضطروا إلى تأمينها من مصادر غير معروفة والحصول على مستلزمات مجهولة الهوية والمصدر .
وطالب الحضور في مداخلاتهم بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة السماد والبذار بأسعار مناسبة وتمويل الفلاحين من المصرف الزراعي التعاوني وإعفاء الفلاحين من الديون المترتبة عليهم للمصرف والمؤسسات الأخرى كشركة الكهرباء ومن أجور الأراضي الزراعية كون الفلاحين أصبحوا عاجزين عن التسديد بسبب غياب الإنتاج الزراعي.
كما طالب الحضور بتأمين الأعلاف واللقاحات والأدوية البيطرية للثروة الحيوانية ودعم فلاحي منطقة رأس العين الموجودين تحت سيطرت الاحتلال التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية التي قامت بمصادرة حقول فلاحي المنطقة وبيوتهم وتهجيرهم من المنطقة.