أسعار الألبسة الشتوية تكوي الجيوب !
مواطنون: 70 و200 ألف ليرة للجاكيت.. و30و60 ألفاً للكنزات و25 و30 ألفاً للولادي
تشهد الأسواق حركة خفيفة جداً وإقبالاً خجولاً على الألبسة الشتوية مع بداية فصل الشتاء، فأسعارها الفلكية باتت تفوق القدرة الشرائية للمواطنين ذوي الدخل المحدود بأضعاف مضاعفة، إذ علمنا أن شراء أبسط قطعة من تلك الملابس قد يصل سعرها في كثير من الأحيان إلى مرتب موظف لشهر كامل.
أسعار فلكية
وفي جولة لـ «تشرين» على عدد من محال الألبسة فوجئنا بالأرقام المهولة والمخيفة المعلقة على (مالكينات) الملابس الشتوية ولاسيما المعاطف منها و ما يحز في النفس أنه لا يوجد هناك مبرر منطقي لارتفاع أسعار تلك الملابس، فأغلبها مخزنة من العام الفائت أو من عدة أعوام إلا أن أسعارها تضاعفت أربعة أضعاف و أكثر، فقد تفاوت سعر الجاكيت الرجالي والنسائي للموسم الحالي بين 70 و200 ألف ليرة، والكنزات النسائية والرجالية بين 30 و60 ألفاً والولادي بين 25 ألفاً و30 ألفاً، وكان للأحذية الشتوية أيضاً نصيب من الارتفاع الكبير إذ تراوح سعر الحذاء النسائي بين 40 – 100 ألف ليرة حسب نوعيته العادية، فيما يباع الحذاء الولادي بين 25-50 ألفاً.
بحاجة لميزانية!
المواطنة سناء وهي أم لثلاثة أطفال أشارت إلى أنها لن تستطيع شراء الأحذية لأولاها وهم في أمسّ الحاجة لها، لأن الراتب لا يكفي وباتت الأسعار تقارب بين أصغرها وأكبرها راتب موظف لشهر كامل، فالأسواق في دمشق تشهد حالة جنون في ارتفاع الأسعار غير مسبوقة، حيث مع بدء طرح الموسم الخريفي والشتوي ارتفعت الأسعار ارتفاعاً كبيراً بين ثلاثة أو أربعة أضعاف سعرها مقارنة مع العام الماضي. .
في حين تقول سحر وهي موظفة إنها جاءت لشراء ملابس الشتاء لأبنائها لكن الأسعار مرتفعة جداً ومن لديه أسرة من 4 أبناء يحتاج ميزانية كبيرة للملابس الشتوية من بيجامات وجواكيت، وتكلفة اللباس الشتوي للطفل الواحد طبعاً إن كانت نوعية الملابس بسيطة أصبحت تتراوح بين 75 و100 ألف ليرة، مضيفة: للأسف حتى أسعار ملابس «البالة» لم يستثنها الغلاء بعد أن كانت ملاذاً آمناً للكثير من الأسر ذات الدخل المحدود، فهل يعقل أن يصل ثمن الكنزة الولادي في محالها إلى ما يزيد على 10 آلاف ليرة في حين يتراوح سعر الجاكيت الولادي بين 15 ألفاً و40 ألف ليرة.
صاحب أحد المحال قال: هناك ركود كبير في مبيعات الملابس الجاهزة بشكل عام نتيجة الارتفاع الكبير للأسعار الذي طال ملابس الشتاء هذا العام، فعلى الرغم من عرضي الملابس الشتوية منذ أسبوع إلا أنها لم تشهد أي إقبال مرجعاً سبب الارتفاع الكبير لأسعار الموسم الشتوي قياساً بالموسم السابق إلى ارتفاع أسعار المحروقات لكونه يتم دفع ثمنها بالسعر الحر وغياب التيار الكهربائي وارتفاع أجور العمال والنقل وارتفاع أسعار القماش وأجور المحال المرتفعة .
قيد الدراسة
بدوره مدير الأسعار في مديرية التجارة الداخلية بريف دمشق إسماعيل حصري أوضح أن المديرية قامت بإرسال عينات من الملابس وهي حالياً قيد الدراسة، فمنتجو الألبسة ملتزمون بإحضار بيان تكلفة حسب التعليمات النافذة حسب القرار 1201 لعام 2021، لافتاً إلى أن التسعيرة توضع بالتعاون بين مندوب من غرفة الصناعة، وغرفة التجارة والحرفيين المصنعين للمواد، ومندوب من جمعية حماية المستهلك.
وعن العقوبات المتخذة بحق المخالفين قال حصري: بعد تنظيم الضبوط بحق بعض المحال التي تخالف التسعيرة تحال إلى القضاء وخاصة المخالفات في المواصفات والتركيب ودفع غرامة مالية، أما بالنسبة للإجراءات الإدارية فهي إغلاق لمدة تتراوح من ثلاثة أيام إلى شهر.
وعند سؤاله عن مراقبة أسواق (البالة) أكد حصري أن الرقابة فعالة عليها، والتسعيرة تحدد في (البالة ) بعد التصنيف والفرز إذ تختلف حسب جودة القطعة، ومن المفترض إعلان التسعيرة على كل قطعة، منوهاً بأن مخالفة (عدم الإعلان عن السعر) من أهم المخالفات، لأنه في حال عدم ذكره يستطيع (التاجر) التلاعب بقيمة القطعة وهي غالباً الآلية التي يتبعها التجار .