تتباين أسعار اللحوم الحمراء بين سوق وآخر، حيث شهدت ارتفاعاً كبيراً في أسعارها مؤخراً، فقد وصل سعر كيلو اللحمة الحمراء «الهبرة» إلى 40 ألف ليرة في منطقة المزة شيخ سعد، أما في سوق الميدان فقد وصل سعر الكيلو إلى 39 ألف ليرة في السوق الشعبي «نهر عيشة» حيث وصل سعر الكيلو إلى 37 ألف ليرة.
ويوضح صاحب أحد محال القصابة في المزة أن الأوضاع الاقتصادية المتردية للمواطنين أدت إلى تراجع في استهلاك اللحوم بنسبة كبيرة، وبات شراء المادة بالغرامات في الكثير من الحالات, في حين بات شراء اللحوم بالكيلو حكراً على طبقة الأثرياء.
يلجأ الكثير من المواطنين إلى التحايل على النكهة ويكتفون بشراء كمية من الدهنة لأن سعرها أقل، وتتم إضافتها إلى بعض الطبخات لتعطي طعم لحمة العواس، الأمر الذي أدى إلى انتعاش سعر الدهنة بعد ازدياد الطلب عليها.
وأكد بعض اللحامين أنهم يعتمدون على بيع اللحوم المسوفة مع دهنة, والمفرومة لأنها أرخص سعراً، ولا تخضع لمعيار معين من ناحية جزء الخروف الذي اقتطعت منه.
وأرجع صاحب محل لبيع اللحوم الحمراء في منطقة الميدان ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، وأكد أن تكلفة تربية القطعان على المربي كبيرة إضافة إلى ارتفاع أسعار نقل المواشي.
وبرغم انخفاض سعر لحم العجل إلا أنها لا تدخل ضمن القدرة الشرائية للمواطن, ويوضح صاحب محل لبيع لحم العجل أن ارتفاع الأسعار مرده إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، حيث يصل سعر كيلو لحم العجل الهبرة إلى 27 ألف ليرة, وقد يصل إلى أكثر من 30 ألف ليرة لنوع الفتيلة.
رئيس جمعية اللحامين أدمون قطيش أشار في تصريح صحفي لـ«تشرين» إلى أن سعر كيلو لحم الخروف النظامي, وبحسب تسعيرة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك هو 28 ألف ليرة مع نسبة قليلة من الدهن، وأن أي محل يبيع بغير هذا السعر هو مخالف ويستحق المخالفة المحددة، أينما كان موقعه، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار، سواء كانت خروفاً أو أبقاراً مرده إلى ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات التربية التي هي مستوردة، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل ليس فقط للمواشي من خراف وأبقار، وإنما ارتفاع أسعار نقل الأعلاف، إضافة إلى ارتفاع أسعار التدفئة, وهو ما ينطبق على أسعار الفروج التي -حسب قطيش- شهدت ارتفاعاً طفيفاً نحو 10% مع بداية الأسبوع لكن سرعان ما تعود إلى سعرها حيث سجل سعر الفروج الحي اليوم 5500 والسعر النظامي هو 5200 للفروج الحي إضافة إلى ارتفاع أسعار الخضار والبقول, وكل المواد والسبب هو ارتفاع سعر الصرف, وأشار قطيش إلى أن هناك استقراراً في أسعار اللحوم الحمراء منذ عامين، منوهاً بوجود تراجع في نسب الشراء تصل إلى 60% , وأن هناك فئات محددة هي القادرة على الشراء.
وتوقع قطيش حدوث انفراج في حال وفت الحكومة بوعدها بتأمين المازوت الصناعي للمربي, وخاصة بعد تحديد الليتر بمبلغ 1700 ليرة.
قد يعجبك ايضا