أوهام واشنطن
تقف الصين بكل قوة في مواجهة مشروع تقوده واشنطن ضد وحدتها، بعد أن خرج البيت الأبيض ببدعة تجزئة الصين والتعامل مع تايوان على أساس أنها “دولة منفصلة” تماماً عن الوطن الأم الصين ودعوتها للانضمام إلى الأمم المتحدة.
الحرب الباردة ضد بكين تدار مباشرة من البيت الأبيض، بدءاً من حرب تجارية طاحنة، وصولاً إلى العمل على محاولة (تحجيم) الصين سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من دون فائدة، حيث تحافظ الصين على مكانتها كقوة بارزة على الصعيد العالمي.
لكن أن تتمادى واشنطن بمخيلتها وتعمل على تجزئة وحدة الصين انطلاقاً من تايوان واستغلالها كخاصرة رخوة للبلاد ودعم الحركات الانفصالية فيها لن يمر مروراً عادياً لدى بكين التي قد تضطر إلى خوض مواجهة حقيقية أكثر طالما أن الأمر يتعلق بالمساس بوحدة الدولة الصينية.
الحكومة الصينية في تعليق أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، ردت بقوة على دعوة واشنطن لدخول تايوان النادي الأممي وقالت: إن هذا التحدي عبر تضخيم الادعاء المنافي للمنطق بأن تايوان دولة ذات سيادة تتمتع بالحكم الذاتي، والدعوة إلى انضمامها إلى الأمم المتحدة يشكل استفزازاً خطيراً بشأن مبدأ صين واحدة، وانتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية.
وأضاف التعليق: إن تلك التصريحات تضر بالعلاقة المتوترة بالفعل بين الدولتين الكبيرتين، وتشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة.
واشنطن المهزومة في أفغانستان، لم تتمكن على مدى ٢٠ عاماً من تواجدها على الأرض الأفغانية من تحقيق أي انتصار يذكر، بل بقي الجانب القومي مسيطراً، وحال ذلك ينعكس على كثير من الهزائم التي منيت بها واشنطن في الكثير من الأماكن حول العالم.. فكيف سيكون حالها في مواجهة العملاق الصيني؟.
إقحام واشنطن لنفسها في تايوان بأي وسيلة، ستكون مغامرة فاشلة يحيط بها الإخفاق لأسباب أخرى تضاف إلى العامل القومي، وأبرزها أن الصين دولة قوية متماسكة قادرة على حماية سيادتها على أراضيها بكل قوة، إضافة إلى أن أمر الثقة بالأميركيين بات مشكوكاً فيه بعد أن خذلت واشنطن من كانت تقول إنهم حلفاء وطعنتهم بالظهر في محطات تاريخية متعددة.